كرر عبد الرازق الناظوري رئيس أركان الجيش الوطني الليبي الجديد زيارته للقاهرة مرتين خلال الأسبوع الماضي، وفي زيارته الثانية التقى وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، ونشرت وكالة الأنباء الألمانية تقريراً أفادت فيه أن اللقاء بين رئيس الأركان الليبي ووزير الدفاع المصري الهدف منه هو دعم التعاون في مجال التدريب والتسليح العسكري، واستفادة الجانب الليبي من الخبرات المصرية فى إعادة تأهيل الجيش وتشكيله، كما يبحث الطرفان كيفية تأمين الحدود من الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات. وطرحت "البديل" سؤالاً: هل تعتبر مصر رئيس الأركان الليبي عبد الرازق الناظوري واللواء خليفة حفتر ممثلين عن ليبيا؟ وهل أي اتفاقات بين الطرفين ستكون جدية، خاصة وأن الأوضاع فى ليبيا مشتعلة إلى أقصى مدى بين الإسلاميين المتطرفين والمتبقى من الجيش الوطني الليبي؟ وفي هذا السياق يقول حسام الأطير القيادي بجبهة الشباب الناصري إن ليبيا بعد تدخل حلف الناتو وسقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافى أصبحت دولة على المشاع وأرضًا خصبة لنمو الإرهاب، والذي له تأثير سلبى مباشر على مصر وأمنها، ولذلك مصر تسعى لأن تتحالف مع ما تبقى من الجيش الليبي؛ لضمان أمنها القومي عن طريق الحدود الممتدة بين البلدين. وأضاف "الأجهزة الأمنية المصرية تعمل على تفادى الأضرار الناتجة عن الوضع المتردى فى ليبيا، وذلك من خلال تأمين الحدود المشتركة بين البلدين، وأعتقد أن هذا هو سبب تكرار زيارة رئيس الأركان الليبى لمصر للمرة الثانية خلال أسبوع واحد"، مشيراً إلى أن الوضع السياسي في ليبيا متأزم جدًّا، وهو ما يجعل الجيش الليبي يسعى لمزيد من التدريب وإعادة التأهيل؛ حتى تصبح لديه القدرة على ضبط الأوضاع فى البلاد أمام القوى اليمينية الرجعية المتطرفية، أو القوى الليبرالية التابعة للغرب، والتى تعاونت مع حلف الناتو وساهمت فى إسقاط الدولة الليبية ومؤسساتها. وأكد سراج قنبر القيادي بحركة الطليعة الناصرية أنه "أمر طبيعي من مصر أن تتواصل مع قادة الجيش الوطني الليبي وعلى رأسهم رئيس الأركان الجديد عبد الرازق الناظوري، وذلك لعدة أسباب أولها الوقوف على آخر المستجدات فى ليبيا الملاصقة لمصر، حيث إن كل ما يحدث هناك يشكل تهديداً مباشراً لمصر، والسبب الآخر هو أن مصر تريد أن تجد طرفاً تتفق معه على حماية حدودها من هذه الأحداث، ولا يمكن أن تتفق مع الإسلاميين المتطرفين؛ لأنهم منحازون أصلاً للإرهاب الذي يهدد مصر ولجماعة الإخوان التى سقط حكمها في مصر". وأضاف "قنبر" أنه من مصلحة مصر أن تساعد الجيش الليبي فى إعادة تشكيله وتدريبه وتسليحه؛ لتضمن سيطرته على الأمور فى ليبيا، وإعادة الأمن والانضباط إلى الشارع الليبي، وحماية المواطنين المصريين هناك، وتأمين الحدود بين البلدين بشكل يضمن للبلدين الحماية من الإرهاب. فيما أكد أحمد عبد اللطيف القيادي باتحاد الشباب الاشتراكي أن التعاون بين مصر وقوات اللواء خليفة حفتر قائم منذ مدة، وحفتر زار القاهرة عدة مرات، وليس من المستغرب أن يزور رئيس الأركان الجديد القاهرة ويقابل وزير الدفاع المصري، كما أن وزير الدفاع المصري كل ما يريده أن يطمئن على حدود بلده من الناحية الغربية؛ لذلك يبذل كافة الجهود لتأمين الحدود والتواصل مع الأطراف الليبية؛ فى محاولة لتهدئة الأوضاع، ولا يجب أن ننسى أن مصر تقدمت بمبادرة في اجتماع دول الجوار تهدف إلى جمع السلاح من الأطراف الليبية والمساهمة عربيًّا فى إعادة بناء الجيش الليبي ومؤسسات الدولة الليبية.