قبل نحو 14 عاما انتفضت فلسطين واهتزت جميع أحيائها كثورة بركان، للحفاظ علي هويتها ومقدساتها بعد اقتحام رئيس الوزراء الصهيونى حينها آرئيل شارون، باحات المسجد الأقصى وبرفقته قوات الاحتلال، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له، وهو ما نتج عنه أعمال عنف أشعلت الانتفاضة الثانية أو "انتفاضة الاقصي". ونحن على أعتاب هذه الذكرى ما زال الأقصي يصرخ من الانتهاكات اليومية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في ظل صمت عربي مخز. "البديل" ناقشت الوضع الراهن وانعكسات الانتفاضة الثانية على القضية الفلسطينية مع عدة متخصصين وقياديين بالحركات الفلسطينية.. القيادي بحركة فتح أيمن الرقب، قال إن الانتفاضة الفلسطنية الثانية جاءت في وقت كان يمر فيه الوضع السياسي الفلسطيني بمرحلة ما بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد، الذي كان له أثر سيئ على القيادة الفلسطينية، فكان لابد من الاتجاه نحو حراك ميداني جديد للخروج من مأزق الفشل السياسي، ولكن لم تتم السيطرة على انتفاضة الأقصي بشكل كلي، خاصة بعد 11 سبتمبر التي ألقت بظلالها على حال القضية الفلسطينية. وأكد الرقب، أن انتفاضة الأقصى كانت لها آثار إيجابية وتاريخية بأن أظهرت الروح الوطنية والتضحية للشعب الفلسطيني في مواجهة عدو محتل، بالإضافة إلى أنها أعادت فكرة المواجهة المسلحة مع العدو الإسرائيلي بعد اتفاق أوسلو، وأكدت على أن كل الخيارت مفتوحة طالما الاحتلال ينتهك أيا من مقدسات المسلمين أو حتى المسيحيين داخل الاأراضي المحتلة، كما أنها أعادت الروح المعنوية بشكل جيد بين كافة الفصائل الفلسطينية، الأمر الذي أوجع الإسرائيليين من شدة العمليات المسلحة والتعاون المبذول بين كافة الفصائل الفلسطينية. وشدد الرقب، على أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي الآن لتهويد المسجد الأقصي خطير جدًا، ولكن نحن مستمرون بإرادة فى حراكنا الشعبي والدبلوماسي لإقامة الدولة الفلسطينية آملين في موقف دولي واضح، وبالتأكيد سيكون هناك يوم ننتصر فيه لحقنا. وأضاف الرقب أنه في هذه الذكرى لابد من التأكيد على ضرورة توحيد كل الجهود الفلسطينية والعربية، بعد أن توغل العدو الصهيوني من خلال الاعتداءات اليومية على القدس بالتهويد، أو على الأقصى الشريف بالاقتحامات المتكررة. وحول دور الدول العربية قال القيادي الفتحاوي، إن الدول العربية جميعا تدرك أننا خط الدفاع والمواجهة الأول، وإن سقطت القضية الفلسطينية سيواجه جميعهم الخطر، لذلك على الدول العربية أن تدعم الشعب الفلسطنيى وقياداته حتي يتسني لهم الحفاظ على الهوية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية لمواجهة تهويديها، ودعم الصناديق المخصصة لهذا الشأن سواء من خلال المجتمع المدني أو الحكومات العربية، مشيرًا إلى أن هذه الصناديق منذ نشأتها لم يرد لها أي دعم، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل منذ فتره معاناة الشعب الفلسطيني ويقوم بشراء الأبنية حول المناطق المقدسة حتي يتم بعد ذلك تهويدها، مضيفا أنه لابد وأن تدرك الشعوب العربية والحكام أنه يجب مواجهة هذا الخطر. من جانبه يقول الباحث الفلسطيني عبد القادر ياسين، إن الشعب الفلسطيني بذل في الانتفاضة الفلسطنية الثانية قصاري جهده مضحيًا بكل شي في سبيل أن تنجح الانتفاضة في تحقيق مطالبه المشروعة، لكن الأمر كان منوطًا بالجبهة المتحدة على برنامج إجماع وطني، متمنيًا أن لا تكون هذه التضحيات قد ذهبت سدي. وأكد ياسين ل"البديل" أن الدور العربي غائب تمامًا منذ فترات طويلة عن القضية الفلسطنية، مشيرا إلى أن الحكام العرب أعينهم على واشنطن وتل أبيب، لذلك لن يقدموا أي شئ لا لفلسطين ولا للقدس ولا للمسجد الأقصي الذي اندلعت الانتفاضة الثانية لأجله، مضيفًا أن الشعوب العربية أيضًا عاجزة عن انتزاع حقوقها، لذلك ننتظر طويلاً حتي تتحرك الشعوب وحكامها لأجل القضية الفلسطينية. وأوضح ياسين، أن العدوان الأخير الغاشم على الشعب الفلسطنيى أظهر فقدان الدعم الرسمي العربي مما أدي إلى إضعاف القضية الفلسطنية، مضيفًا أن العكس حدث عندما تباهي الاحتلال الإسرائيلي بالتعاون مع بعض الدول العربية ولم تنف أي من هذه الدول هذه الادعاءات. وحول الانتفاضة استطرد ياسين قائلا، إن الانتفاضة الثانية كانت ردا على غطرسة الإسرائيلين الممنهجة وترويع الطرف الفلسطيني في المفاوضات بعد انهيار اتفاق أوسلو، لكن التحرك جاء من القائد ياسر عرفات، وترددت باقي الفصائل في خوض هذه الانتفاضة، لكنها عادت وتحركت ببرامج مختلفة.