تميزت عن سابقتها بكثافة المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني، واليوم يمرعليها 13 عام .. إنها الانتفاضة الفلطسينية الثانية أو انتفاضة الأقصى. شهدت الانتفاضة استشهاد حوالي 4500 فلسطينى و48 ألف جريح، أما الخسائر في جيش الاحتلال الصهيونى فوصلت إلى 330 قتيل ومن المستوطنين 730 قتيلا و4500 جريحا، وتدمير أكثر من 50 دبابة ومدرعة صهيونية. اندلعت شرارتها بعد دخول رئيس الوزراء الصهيونى الأسبق أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة الآلاف من حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له، وهو ما نتج عنه أعمال عنف أشعلت الانتفاضة. يقول الدكتور "أيمن الرقب" مفوض العلاقات الخارجية بحركة فتح – إقليم القاهرة، أننا في هذه الذكرى لابد أن نؤكد على ضرورة أن تتوحد كل الجهود الفلسطينية والعربية، بعد أن توغل العدو الصهيوني من خلال الاعتداءات اليومية على القدس من خلال التهويد أو على الأقصى الشريف من الاقتحامات المتكررة. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني سيظل يقاوم الاحتلال الإسرائيلي، وأن حركة فتح ستستخدم كل الخيارات المتاحة والمفتوحة، حتى وسائل الكفاح المسلح. وأوضح أن انتفاضة الأقصى كان لها أثارا تاريخية بأنها أعادت المواجهة المسلحة مع العدو الإسرائيلي بعد اتفاق أوسلو، وأكدت على أن كل الخيارت مفتوحة طالما يمس أي من مقدسات المسلمين أو حتى المسيحيين، كما أنها أعادت الروح المعنوية بشكل جيد بين كافة الفصائل الفلسطينية. من جهته يقول المهندس "ياسر خلف" الناطق الإعلامى لحركة أحرار الفلسطينية، أن انتفاضة الأقصى صححت المسار بتصعيد المقاومة لأنها خيار شعبنا لاستعادة الحقوق والثوابت, وأنها كانت حدثاً مفصلياً أحدث نقلة نوعية على صعيد مقاومة شعبنا للاحتلال. وأكد أن المقاومة أثبتت فاعليتها وذلك بدحر الاحتلال عن قطاع غزة من خلال المقاومة التي عملت على استخدام كافة الأساليب المتاحة في مقارعة الاحتلال، لاسيما خطف الجنود الصهاينة لمبادلتهم بأسرانا الأبطال، وأثبتت هذه الانتفاضة على فشل كل خيارات التسوية الانهزامية والتي لم تجدي نفعا، إضافة إلى أنها شكّلت خطراً حقيقياً على قضيتنا وانحرفت بها عن وجهتها الحقيقية. وقال أن المستقبل لخيار المقاومة وأن مشروع التسوية إلى زوال، وإن انتفاضة الأقصى المباركة وقفت سداً في طريق التسوية وأعادت القضية إلى مسارها الصحيح واستئنافها بتصعيد المقاومة هو خيار شعبنا لاستعادة الحقوق والثوابت، ونرفض كافة المشاريع السياسية والأمنية التي تنال من حقوق شعبنا وتتآمر ضد انتفاضته ومقاومته. وأشار الى أن طريق التفاوض لم يجلب لشعبنا الفلسطيني طوال السنوات الماضية سوى مزيد من الذل والهوان وإعطاء الشرعية للاحتلال لمواصلة العدوان واغتصاب الأراضي وتدنيس المقدسات والتوسع في الاستيطان, ولم يحقق أي انجاز لشعبنا الفلسطيني. من جهته قال "مخلص برزق" الباحث الفلسطينى بأكاديمية بيت المقدس، أن هذه الذكرى المتجددة تأتينا في هذه الأيام والمسجد الأقصى المبارك يتوجع من ثقل الأقدام الصهيونية التي تدنس طهره ويتوجع من الأذان الصماء لأمة تم ائتمانها على هذا المسجد المبارك فما عادت تسمع آنينه وصرخاته. وقال أن هذه الذكرى تأتي لتؤكد على أن الانتفاضة لا تهدأ في قلب كل مسلم، من أجل نصرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكل الأنبياء جميعا، ونقول أن الشهداء الذين سقطوا في انتفاضة الأقصى وكان منهم الاطفال والرجال والنساء والشيوخ والمعتقلون منهم حتى الآن هؤلاء جميعا دماءهم وأوجاعهم فى أعناقنا، فمازالت مأذنة الأقصى الشريف تنادي بأن يترك الجميع خلافاتهم. وأكد على قاعدة "ما أًخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، فالعدو الصهيوني لا يعرف الا لغة القوة، ولذلك كل مفاوضات الرئيس الراحل ياسر عرفات لم تجد ولم ترد شىء من القدس والمفاوضات التي تخوضها الآن السلطة الفلسطينية لا تثمر عن شىء، بل نخشى أن يضيع ما تبقى من القدس. وطالب برزق بأن لا يتم وضع الأقصى الشريف على طاولة مفاوضات، فهو كله بأسواره خالصا للمسلمين، لا ينازعهم أحدا عليه ولذلك القوة هى الوسيلة الوحيدة لردع العدو المتغطرس والذى يظن أنه يركن إلى أمريكا، لكن أمة محمد (عليه السلام) تعلمت أن الجهاد هو السبيل الوحيد والقوة هى الطريقة الوحيدة التي ستحافظ على الأرض.