تزامنا مع المساعي المصرية لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي ودياً دون اللجوء للتصعيد، أعلنت إثيوبيا عن نيتها لبناء سد جديد على حوض نهر "بارو أكوبو". الصحف الإثيوبية تحدثت عن بناء هذا السد منذ ثلاثة أشهر وبرغم ذلك فإن المسؤولين المصريين لم ينتبهوا لذلك، بالإضافة إلى أن الواقع الجغرافي يؤكد أن بناء إثيوبيا سد «بارو أكوبو» الجديد على حوض النهر، سيسبب في حجز نحو 6 مليار متر مكعب من مياه النيل، وكذلك نقص تدفقات المياه المتجهة إلى النيل الأبيض شمالا بعد انخفاض قوة نهر السوباط التي تدفع المياه إلى النيل الأبيض في اتجاه السودان، إلى جانب إلغاء مستنقعات «المشار» بعد إقامة السد. هذه الخطط الإثيوبية تؤكد سعي أديس أبابا لحصار مصر مائياً، خاصة أن إثيوبيا لم تفاجئ مصر بهذا السد الذي لم نسمع تصريحات من المسؤولين عنه سوى بعد إعلان إثيوبيا عنه بشكل صريح حيث أن أديس أبابا أجرت دراسات عن هذا النهر منذ فترة طويلة وقام البنك الدولي بالفعل بالموافقة على هذا الأمر والتي انتهت خلال شهر أبريل الماضي. إسرائيل حاضرة وبقوة في المخطط الإثيوبي حيث إن هناك ثلاث شركات متعددة الجنسيات (إسرائيل – الصين – إيطاليا) أقامت منذ عام 2010 سبعة سدود علي بحيرة تانا الإثيوبية التي تمد مصر بنحو 85% من حصتها السنوية من مياه النيل، وأكد المتخصصون أن إقامة أي سدود في منابع النيل ستؤثر في حصة مصر السنوية من المياة، مؤخرا وطدتإسرائيل علاقتها بأثيوبيا وبعث الكيان الصهيوني بخبرائه في المياه إلى إثيوبيا، والذين ساعدوها على إنشاء 3 سدود على روافد النيل ، وقد أقرَّت إثيوبيا بهذه السدود الثلاثة (بنشام- الليبرد- ستيد)؛ بحجة توليد الكهرباء، وأقرَّت بوجود الخبراء الصهاينة هناك. وتدخلت إسرائيل في جنوب السودان فأوقفت مشروع قناة "جونجلي"، والذي كان سيوفر لمصر كمية إضافية من المياه قدرها 5 مليارات متر مكعب ؛ ووضعت استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل منطقة البحيرات العظمى بما يخدم مصالحها في السيطرة على الموارد المائية وإبقاء المنطقة كلها في صراعاتٍ إثنيةٍ وطائفيةٍ مستمرة، فشهدت منطقة البحيرات منذ بداية عقد التسعينيات صراعات مسلحة راح ضحيتها آلاف الأرواح، في رواندا وبورندي التي اشتعل فيها القتال هناك متأثرًا بما جرى في رواندا.