«اللواء علي عثمان بلتك».. قائد عملية ضرب ميناء إيلات وتفجير محطات الكهرباء لمصنع نحاس شمال إيلات وعنابر الإنتاج وثلاث عربات لوري وثلاث عربات ركوب. ولد في محافظة سوهاج 16 مايو 1940، وتخرج في مدرسة سوهاج الثانوية العسكرية عام 1957، وفى الكلية الحربية عام 1962، وتدرج في الوظائف بالقوات المسلحة، ليلتحق بسلاح الصاعقة، والمشاركة في حرب اليمن وحرب 1967، ثم عمل مدرسا لمدرسة الصاعقة ونفذ عمليات فدائية في حرب الاستنزاف، ومنحه الرئيس الراحل أنور السادات نجمة سيناء العسكرية ونوط الواجب من الدرجة الأولى. سافر "بلتك" إلى الأردن وانضم إلى قوات فلسطينية "عين جالوت" تحت إشراف المخابرات الحربية المصرية، ليتولى مهمة تدريبهم على فرقة الصاعقة، وعقب نجاحه فى تدريب الفلسطينيين على تنفيذ عمليات تستهدف الدوريات العسكرية، تم تكليفه بضرب إسرائيل فى العمق وذلك بنسف سفينتين تخصصتا فى استهداف أماكن مصرية. استعان "بلتك" بسائق ودليل فلسطيني لجمع المعلومات الخاصة بجغرافيا المكان المقرر أن يشهد عملية تدمير السفينتين الإسرائيليتين وفور وضعه خطة محكمة لتنفيذ المهمة، استقبل معدات العملية فى قاعدة الطفيلية، ورافقها رئيس فرع التدريب بالقوات البحرية الرائد مصطفى طاهر، ثم وصل ضباط البحرية بجوازات سفر مدنية متخفين وراء العديد من الوظائف منها "المدرس والتاجر والموسيقى"، وأقام كل فردين في مكان بمدينة، ثم اجتمع رضا حلمى، قائد العملية، وشرح له الخطة الموضوعة، وتولى النقيب عبدالله الشرقاوى، مهمة توصيل الضباط إلى مكان تنفيذ العملية. وبعد تنفيذ العملية بنجاح، عاد قائد العملية رضا حلمى، واجتمع بالزعيم جمال عبد الناصر، ورئيس أركان الجيش المصرى، وأوضح له طبيعة عمل "بلتلك" فى المهمة القتالية، ليقرر الزعيم الراحل عودته للخدمة فى صفوف القوات المسلحة ومنحه نوط الشجاعة والجمهورية من الدرجة الأولى. وحصل اللواء "بلتك" على ترقيتين استثنائيتين ونوط حسن أداء الواجب 1964، ونوط النجمة العسكرية 1971، ونوط الشجاعة من الدرجة الأولى، ثم ميدالية الخدمة الطويلة 1985. توفى صباح يوم الأربعاء 27 أغسطس 2014، عن عمر يناهز 74 عاما، بعد مروره بأزمة قلبية حادة، و دفن جثمانه بمدافن العائلة بمحافظة سوهاج. قال اللواء نبيل أبو النجا، صاحب عملية المهمة المستحيلة في صفوف العدو، إن اللواء علي عثمان بلتك، هو أستاذ الصاعقة المصرية ومعلم الفدائيين واستاذه الشخصي الذي تعلم علي يده الكثير، مشيراً إلي أنه تم اعتقاله لاتهامه بقلب نظام الحكم وبعد خروج من الخدمة حاول الانتساب إلي كلية التجارة، ولكنه لم ينجح في الالتحاق بها، لكنه سافر إلي الأردن ونفذ العديد من العمليات الفدائية، وكان من أكثر الضباط الذين حصلوا علي الأوسمة والأنواط من كثرة الأعمال الفدائية التي كان يؤديها. وأضاف "أبو النجا" أن اللواء بلتك جهز بعض الأعمال الفدائية ضد العدو الصهيوني في سيناء، كما اشترك في عملية ايلات يوم 16 نوفمبر 1969 وتم تنفيذها بنجاح وبعدها صدر قرار من الرئيس جمال عبد الناصر بعودة "بلتك" إلي الخدمة في 1 ديسمبر 1969. وأوضح أنه كان يعشق الزعيم جمال عبد الناصر، رغم أنه تم اعتقاله واتهامه بقلب نظام الحكم، ألُحق علي قيادة وحدات الصاعقة 16 ابريل 1971، وتعرض ل3 محاولات اغتيال من قبل الكيان الصهيونى، وتم ترشيحه للعمل في المخابرات عام 1979، مؤكداً أنه لا يوجد شبر في جسده إلا وبه خدش أو جرح من كثرة العمليات التي نفذها، صارع وقاوم مرض سرطان البروستاته 5 سنوات إلي أن لقي ربه. من جانبه، قال اللواء أركان بحري يسري قنديل، قائد بالقوات البحرية المصرية في حرب أكتوبر، إن القوات البحرية في حرب الاستنزاف شنت ثلاث غارات علي ميناء ايلات بفضل الضفاضع البشرية المصرية، كان أولها تدمير سفينتين بحريتين عن طريق السواحل السعودية، الأمر الذي أجبر العدو علي دراسة الموقف وإلقاء العبوات الناسفة عند أي هجوم للضفاضع البشرية. وأضاف "قنديل" أن الضفاضع البشرية المصرية شنت هجوما ثان علي ميناء ايلات من السواحل الأردنية لتدمير الرصيف التجاري والرصيف الحربي وبيت شافع، وبعد نجاح المهمة في تدمير ايلات، استعان العدو بخبراء أمريكان لدراسة الوضع مرة أخري، ولكن القوات البحرية المصرية نجحت في تدمير الحفار الإسرائيلي بميناء ابديجان ب "ساحل العاج" في مارس 1970 الذي كانت إسرائيل تسعي لجلبه لاستخراج البترول من الأماكن التي احتلتها في سيناء. واختتم: في مايو 1970 كانت العملية الثالثة والأخيرة علي ميناء ايلات وتدمير سفينة بيت شولع، التي نجحت الضفاضع البشرية في تلغيم الرصيف الذي ترسي عليه السفن الإسرائيلية وتم تفجير الرصيف، وتكبيد العدو خسائر بشرية.