قاد عملية إحياء اللغة الأوكسيتانية «لغة أهل بروڤانس»، لغويا وأدبيا في القرن التاسع عشر، وكان شخصية مهمة في حركة فليبريج، التي هدفت إلى إحياء ثقافة بروڤانس. فردريك ميسترال، الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم، أديب ومسرحي وشاعر فرنسي، حائز على جائزة نوبل للآداب، بالتقاسم مع خوسيه إتشيجاراي، أنهى دراسة الحقوق في إيكس، عاصمة بروڤانس القديمة، لكنه لم يشتغل في هذا المجال بل كرّس حياته لكتابة الشعر، ويعتبر من أهم شعراء بروڤانس. قسطانية أو أوكسيتانيا هي منطقة تاريخية في جنوب أوروبا تشمل المناطق التي انتشرت فيها اللغة القسطانية كلغة أساسية، والتي تستخدم إلى الآن كلغة ثانية، هذه المنطقة تشمل النصف الجنوبي لفرنسا وموناكو ومناطق بسيطة من إيطاليا وإسبانيا. شكلت قسطانية منطقة لغوية وثقافية مستقلة في العصور الوسطى، لكنها لم تحظ باستقلالها السياسي، ففي عهد الرومان كانت من المقاطعات السبعة، ثم خضعت لحكم مملكة القوط الغربيين، قبل أن تخضع لحكم الفرنجة. في الوقت الحالي، يعرف حوالي نصف المليون من أصل 16 مليون من السكان القسطانية تلك اللغة، إلا أن اللغات المستخدمة هي الفرنسية والإيطالية والقطلونية والإسبانية، ومنذ عام 2006، أصبحت القسطلونية لغة رسمية في منطقة كتالونيا. يعد شاعرنا بالنسبة لتلك المنطقة التاريخية علم من أعلامها، وقد كتب العديد من الكتابات في لغة بروڤانس، منهن قصيدة (الحصاد) عام 1859 التي أعدت لتكون أوبرا، كما نشر العديد من دواوين الشهر وقاموسا، بالإضافة إلى ترجمة لسفر التكوين. مؤلفته "ميرايو" كانت ملحمة شعبية بلغة بروڤانس وتعتبر من روائع الأدب العالمي، بعد عامين من نشرها حاز على جائزة الأكاديمية الفرنسية، عام 1867 نشر كتابه جزيرة الذهب، حوى مجموعة من القصص والقصائد. وفي العام 1904 حاز على جائزة نوبل للآداب، وقد عللت الجنة ذلك "بسبب عفويته المنعشة، وإبداعه الرائع والفني الذي يعكس بأمانة تامة المناظر والحياة القروية في موطنه، وأيضا بسبب نشاطه كباحث للغة بروڤانس".