تتصاعد وتيرة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، ومعها تتفاقم معاناة الفلسطينيين، فلايزالون يعيشون تحت وطأه انتهاكات الجيش الصهيوني من جهة، وإرهاب المستعمرين في المستوطنات من جهة أخري، وما بين مشردين من بيوتهم وضحايا القصف الإسرائيلي، يستمر الصمت الدولي. يستهدف الاحتلال الصهيوني البنية التحتية في غزة، وبذلك يرفع معاناة المدنيين الفلسطينيين العزّل، ويصعد منها ليعيش سكان القطاع في ظلام، حيث توقفت محطة توليد الكهرباء في غزة عن العمل بشكل كامل بعد استهدافها بقذائف مدفعية أدت لنشوب حريق هائل في الخزانات اليومية، واشتعلت بها النيران. وقال نائب رئيس سلطة الطاقة في غزة، المهندس "فتحي الشيخ خليل"، إن إحدى القذائف المدفعية أصابت خزانات الوقود اليومية، وإن القصف بدأ على مولد البخار في المحطة، معلنا توقف عمل محطة توليد الكهرباء. وبعد ضرب قوات الاحتلال لمحطة الكهرباء الوحيدة بقطاع غزة أصبح القطاع يبحث عن قطرة مياه، كما استهدف الاحتلال عددًا من آبار وخطوط المياه في محافظات قطاع غزة، وعلى إثر ذلك قطعت المياه عن مناطق واسعة في القطاع. ويعتمد جميع سكان قطاع غزة، على محطات تحلية المياه في توفير مياه الشرب لهم، واستخدامها في الطهي، لارتفاع نسبة التلوث والملوحة بنسبة كبيرة في آبار المياه الجوفية في القطاع، مما يزيد الأعباء المالية عليهم في ظل ارتفاع نسب الفقر والبطالة، فيما يقتصر استخدام الغزّيين، على المياه التي تصلهم من "البلديات"، على أعمال التنظيف، لعدم صلاحيتها للشرب، لشدة ملوحتها. لم تقتصر الجرائم الإسرائيلية على إدخال القطاع في دوامة الظلام والعطش، وإنما استهدفت أيضا المستشفيات، حيث أدانت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية استهداف الجيش الإسرائيلي لأكبر مستشفيات مدينة غزة، أثناء وجود آلاف الجرحى ومئات الأطباء والعاملين فيه. وقالت المنظمة إن أحد موظفيها كان متواجدا في المستشفى عندما تم قصف قسم العيادات الخارجية لمستشفى "الشفاء"، الذي يعتبر الهجوم الرابع منذ بدء العملية العسكرية في قطاع غزة، حيث تم استهداف المستشفى الأوروبي العام، ومستشفى شهداء الأقصى، ومستشفى بيت حانون. وقال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود، في الأرض الفلسطينية المحتلة توماسو فابري: "إن استهداف المستشفيات والمناطق المحيطة بها أمر غير مقبول تماما، وانتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي". وتم قصف المدارس التابعة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أيضا، والتي كان يستخدمها أكثر من 140 ألف فلسطيني شردوا من منازلهم منذ بدء العدوان على غزة كملاجئ، حيث تم تدمير مدرسة "أبو حسين" التابعة للأونروا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وتم قصف مدرسة "المأمونية" والواقعة في حي النصر بمدينة غزة.