استشهد نحو 54 فلسطينيا أمس فى قصف اسرائيلى جديد بعد يوم دام حصد أكثر من 140 شهيدا لترتفع حصيلة ضحايا العدوان المستمر منذ 24 يوما إلى 1284 شهيدا و7115 مصابا، مع استمرار تزايد عدد الضحايا ساعة بعد أخرى. وأوضحت التقارير الواردة أمس مقتل سبعة أفراد من عائلة واحدة فى خان يونس ومواطنة أخرى فى دير البلح، مؤكدة أن الوضع الإنسانى سيئ جدا حيث تتعطل معظم الخدمات العامة بسبب أزمة الكهرباء. كما استشهد ثلاثة أشخاص فى قصف استهدف سوقا فى جباليا، وأكد الدحدوح أن قصفا وقع فى بيت لاهيا أدى إلى استشهاد شخصين، مشيرة إلى أن هناك قصفا مكثفا وعنيفا فى كل مناطق القطاع، واندلاع حرائق بمناطق عدة، وأن الاحتلال استهدف أحد مشافى القطاع، وأن الطائرات الحربية والاستطلاعية الإسرائيلية تحلق بكثافة وتنفذ غارات، فى حين تواصل المدفعية الإسرائيلية قصفها العشوائي. ومن بين شهداء أمس 20 معظمهم من الأطفال والنساء، بالاضافة إلى عشرات المصابين، سقطوا جراء قصف إسرائيلى على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فى مخيم جباليا حيث يوجد بها مئات النازحين جراء القصف الإسرائيلى شمال قطاع غزة. وقال ناجون من القصف، إن طيران الاحتلال قصف المدرسة بصاروخين بينما كان الكثير من اللاجئين بالمدرسة نائمين. وقال مصدر طبى فى جباليا إن القصف أسفر عن إصابة قرابة مائة شخص بجروح بالغة. وتعتبر هذه المرة الثالثة منذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة التى تستهدف فيها الغارات والقصف مدارس تابعة لأونروا فى القطاع. وأدان المستشار الإعلامى لأونروا عدنان أبو حسنة استهداف المدارس التابعة للوكالة، وقالت الوكالة إنها وصلت إلى « نقطة الانهيار» مع توجه أكثر من مائتى ألف نازح فلسطينى للاحتماء بمدارسها ومبانيها. وأضاف أن المدارس التابعة لهم لم تعد فى مأمن من الغارات الإسرائيلية عقب تكرر استهدافها. وأوضح مسئول فى « الأونروا» ، طالباً عدم ذكر اسمه، أنه « تم استهداف منطقة دورات المياه وفصلين فى مدرسة بنات جباليا الابتدائية (أ) و(ب) المعروفة بمدرسة أبو حسين« . وقبل حادثة مدرسة « أبو حسين» فى مخيم جباليا، أفادت التقارير بأن 3 منشآت تابعة للأونروا أصيبت بأضرار، كما أن حوالى 97 منشأة تابعة للأونروا تعرضت إجمالا لأضرار منذ الأول من يوليو، العديد منها تعرضت للقصف فى مناسبات متعددة، حسب بيانات الأونروا. ومن بين الشهداء أيضا ستة أشخاص من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال فى قصف على منزل فى حى التفاح. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة أشرف القدرة إن جيش الاحتلال ارتكب « مجزرة جديدة» مما أدى لاستشهاد أفراد عائلة الخليلى بمنطقة التفاح شرق غزة، وهم «الأب والأم وأولادهما: ثلاثة أطفال والبنت الكبرى عمرها أقل من 15 عاما» . وأضاف القدرة أن «جثث الأطفال وصلت إلى المستشفى ممزقة وأشلاء» . وذكرت مصادر أمنية وشهود عيان أنه منذ الفجر، كثفت الدبابات الإسرائيلية قصفها المدفعى العنيف خصوصا على حيى الزيتون والتفاح شرق مدينة غزة وجباليا بشمال القطاع وخان يونس بجنوب القطاع. واستهدف الطيران الحربى عددا من المنازل فى الزيتون ومنطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة وجباليا ورفح جنوب القطاع. كما استهدف مسجدين فى تل الهوى ومخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين بمدينة غزة. وقد تحدث الجيش الإسرائيلى عن أنه قصف نحو مائتى هدف بالقطاع خلال ال 24 ساعة الأخيرة بينها عدد من المساجد. وفى غضون ذلك، قال الطبيب يوسف أبو الريش، وكيل وزارة الصحة الفلسطينية: إنّ كارثة إنسانية، وطبيّة، تهدد مستشفيات قطاع غزة، عقب قصف إسرائيل لمحطة الكهرباء الوحيدة، وتوقفها عن العمل بشكل كامل. وأضاف: «الحديث فى الوقت الحالى يدور عمّا هو أكبر من كارثة، تتهدد مستشفيات قطاع غزة التى تستقبل مئات الجرحى يوميا فى ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة لليوم 24 على التوالي» . وأضاف: « توقف المحطة عن العمل، وانقطاع التيار الكهربائى بشكل كامل، يهدد مستشفيات قطاع غزة، بكارثة لا يمكن وصفها، فالمستشفيات تعانى أصلا من نقص حاد فى الوقود، وعمل المولدات، والآن مع توقف المحطة بشكل كامل، نحن أمام مأساة إنسانية تهدد أرواح آلاف المرضى، وتنذرهم بموت محقق». وحذر أبو الريش من « نفاد الكميات المتبقية من الوقود، والتى لن تكفى المستشفيات إلا أيام معدودة». والوضع لا يحتمل غياب الكهرباء ولو لدقائق، فنحن أمام آلاف المرضى، والمصابين الذين يحتاجون إلى عمليات عاجلة. وقال أبو الريش إن عددا من مولدات الكهرباء، فى مستشفيات قطاع غزة توقفت بشكل كامل عن العمل، جراء نقص الوقود. وحذر من أن استمرار انقطاع التيار الكهربائى يهدد حياة المرضى، والجرحى بموت محقق. وأكد أبو الريش أن الاعتماد بشكل كلى على المولدات الكهربائية، استنفد احتياطى الوقود فى المستشفيات، فى ظل وجود آلاف المصابين. وأضاف: «ستتوقف الأجهزة الطبية، والمختبرات وأجهزة الأشعة، وكافة الأقسام فى جميع المستشفيات التى كانت تحتاج إلى 300 لتر من الوقود يوميا، فى الأيام الطبيعية، والتى وصلت إلى الضعف خلال الحرب» . ومن جانبه، قال القائد العام لكتائب « القسام« ، محمد ضيف إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار مع إسرائيل إلا بوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنه. وعلى صعيد أخر، أعلن منسق ما يسمى العمليات الاسرائيلية الجنرال يولف مردخاى أمس عن هدنة لمدة 4 ساعات. باستثناء بعض المناطق مثل الشجاعية وبيت حانون وخان يونس وخزاعة وشرق رفح.