تصاعدت حدة التوتر الثلاثاء في أحياء شمال صنعاء مع بناء متاريس وخنادق جديدة وانتشار واسع للمسلحين المدنيين والعسكريين بالرغم من بدء تنفيذ اتفاق انتقال السلطة، فيما حذر مسئول في الحزب الحاكم من احتمال انفجار الوضع في البلاد. وفي المقابل، تستمر المواجهات في شمال اليمن بين المتمردين الحوثيين والسلفيين وسط احتمالات أن تكون القاعدة دخلت على خط هذه المواجهات بحسب مصادر محلية ورسمية، كما يستمر القتال بين القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح والمسلحين القبليين في ارحب، شمال صنعاء. وقال الأمين العام المساعد للحزب الحاكم في اليمن سلطان البركاني إن “الوضع في تعز (جنوب صنعاء) في غاية الصعوبة والوضع في صنعاء قد ينفجر في أي لحظة وفي صعدة وحجة (شمال) القتال مستمر وقد دخلت القاعدة على الخط في هذه المنطقة وفي عدة مناطق”. وإذ أكد أن الحزب الحاكم والرئيس علي عبدالله صالح “مصممان على تنفيذ الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية”، رأى أن “فرص الانفجار كبيرة جدا” في البلاد موجها الاتهام خصوصا إلى اللواء المنشق علي محسن الأحمر، وقال إنه “الأصابع التي تحرك” الاضطرابات. وقال البركاني لوكالة فرانس برس “أتمنى على (المبعوث الأممي) السيد جمال بن عمر العودة بشكل سريع إلى اليمن لأنه قادر أن يوصل الناس إلى الخيارات السليمة”. ودعا البركاني إلى “إنهاء المظاهر المسلحة” في إشارة إلى انتشار المسلحين المعارضين للنظام في تعز وصنعاء. وشدد في هذا السياق “نحرص أن نطبق الاتفاق، ومستعدون لنتحمل يوم ويومين وأسبوع وأكثر”. وأضاف “أرجو من اللواء علي محسن الأحمر ألا يعتقد أن من يضع بذور الفتنة سيكون هو المستفيد” وتمنى على آل الأحمر الذين خاض المقاتلون التابعون لهم معارك ضارية مع القوات الموالية في شمال صنعاء خلال الأشهر الأخيرة، أن يكونوا “واقعيين” و”ألا يعتقدوا أن الطرف الآخر ميتا”. وانتشر مشهد الدمار في أحياء شمال صنعاء التي شهدت المعارك الضارية بين المسلحين القبليين والقوات الموالية للرئيس صالح، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وما زالت طرقات كثيرة في حي الحصبة مقطوعة فيما ينتشر المسلحون المدنيون الموالون أو المعارضون بكثافة في الشوارع وعلى أسطح المباني. والحياة لم تعد بعد إلى شوارع هذا الحي الذي يبدو أنه شهد حربا حقيقية بكافة أنواع الأسلحة. فمبنى الخطوط الجوية اليمنية يبدو هيكلا متفحما فيما دمرت واجهة مقر الحزب الحاكم وعدة وزارات. أما في حي صوفان المجاور، فقد دمرت عشرات المنازل التابعة لشخصيات قبلية موالية ومعارضة فيما يمكن مشاهدة القناصة على أسطح المباني المتهاوية. وقال سكان إن متاريس جديدة بنيت في الأيام الأخيرة والتوتر مستمر ومتصاعد. وقال رجل بثياب مدنية يتزعم مجموعة مسلحة موالية لصالح تقوم بقطع طريق في حي الحصبة “نحن سكان من الحي ونريد فقط أن ندافع عن أنفسنا” مشيرا إلى أن “مسلحين من أتباع الشيخ الأحمر أطلقوا النار علينا بعد منتصف ليل” الإثنين الأربعاء. وقال أحد السكان: “نسمع أزيز الرصاص كل ليلة ونخشى من عودة المعارك”.