قالت صحيفة "توداي زمان" التركية اليوم إن معارضة تركيا الشديدة للحكومة المصرية والرئيس الجديد "عبد الفتاح السيسي" مستمرة وبلا هوادة تحت قيادة رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان"، على الأقل حتى الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر أغسطس المقبل، فهو يستخدم مصر كأداة سياسية ودعاية لحملته الانتخابية، وربما حتى الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الصيف القادم. وترى الصحيفة أن ما يقوم به "أردوغان" تجاه مصر أمرا مؤسفا، حيث الفرص الضائغة وعدم وجود تنسيق بين أكبر قوتين في المنطقة، والتي تكون المنافسة بينهما أمرا طبيعيا. وتؤكد أن "أردوغان" يستخدم مصر وأوكرانيا ليوضح لمؤيديه أن القوى العالمية سرقت الإرادة الوطنية لتلك الشعوب، كما أن موقفه الشخصي تجاه جماعة الإخوان المصرية وتدهور العلاقات مع مصر، يدفعه إلى تشجيع تمويل عمليات الجماعة الإسلامية في اسطنبول، والتي بالتأكيد تسبب قلقا للقاهرة. وتشير الصحيفة التركية إلى أن قلق "أردوغان" على مستفبله السياسي قادة إلى مهاجمة مصر لتحقيق مكاسب سياسية داخلية أخذت تؤثر سلبا على السياسة الخارجية للبلاد في منطقة الشرق الأوسط، وهي سر فشل الجهود لرأب الصدع مع القاهرة، فهو تخريب متعمد لما يقوم به الرئيس التركي "عبد الله جول" لحقن لهجة ايجابية في العلاقات بين البلدين، وكانت أخرها تهنئته للرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" لفوزه في الانتخابات الرئاسية. وتسخر الصحيفة من "أردوغان" بقولها: يوجه رئيس الوزراء لوما آخر إلى مصر، حيث إن منافسه الرئاسي الجديد " أكمل الدين إحسان أوغلو" من مواليد القاهرة، وهو مرشح من قبل خمس احزاب معارضة، كما أن "أردوجان" ينتقده لتجنبه الحديث عن الإطاحة بالرئيس المصري المعزول "محمد مرسي"، ومن المتوقع أن يلعب حول هذه القضية لتشويه سمعة "أوغلو". وتلفت إلى أن "أردوغان" لا يعي التكاليف التي تتكبدها تركيا بسبب موقفها العدائي تجاه مصر ومكانتها في العالم العربي فهو لا يهتم بوجود سفير تركي في أكبر بلد عربي منذ نوفمبر الماضي. وتختتم "توداي زمان" بقولها: يمتنع القادة المصريين بشكل كبير من الرد على هجمات "أردوغان" رغم التوبيخ شديد اللهجة الذي اضطرت القاهرة لأصداره مؤخرا كأجراء لحفظ ماء الوجه، ولكن مصر ذكرية في عدم ردها على رئيس الوزراء، وتركته يلعب مع مؤيديه، كما أن القاهرة تدرك بشكل كبير كيف تتأثر الصورة الدولية للبلد التي تتبادل الاتهامات.