للماء أهمية بالغة في الحفاظ على صحة الجسم و حيويته, فهو يشكل ما يقارب 75%من وزن الجسم الكلي , و يدخل في تركيب و عمل و نظام الخلايا , ويساعد الأعضاء على القيام بمختلف وظائفها . لذلك فإن نقصه يؤدي إلى اضطراب هذه الخلايا , و بالتالي يؤثر سلبا على الأعضاء المكونة لها. كما يؤدي نقص السوائل في الجسم إلى اضطرابات عديدة تشمل الجهاز العصبي, نتيجة انخفاض الطاقة في الخلايا الدماغية بشكل خاص و خلايا الجسم بشكل عام, فتظهر أعراضه على شكل صداع و اكتئاب و دوار و إعياء و توتر, فضلا عن اضطرابات بالجهاز الهضمي و البولي و الجلد وغيرها من أجهزة الجسم ... و يأتي الماء على رأس قائمة السوائل , غير أنه لابد أن يؤخذ بدرجة حرارة معتدلة مع تجنب عادة شربه باردا عند وجبة الفطور أو السحور أو حتى بين الوجبتين , فعملية ضبط حرارته على 37° تستهلك طاقة أكبر من الجسم , ناهيك عن أضرار هذه العادة السيئة على الصحة . و لا ننصح بالإكثار من شرب الماء قبل البدء بتناول الفطور, بل يكتفي الصائم ببضع رشفات مع التمر حتى لا يملئ معدته, و يمنعه ذلك من تناول ما لذ و طاب من طعام يقوت بدنه. و الماء يحضُر بقوة في مختلف مكونات المائدة الرمضانية , فهو يُكوِن الحليب,و اللبن البلدي و العصائر الطازجة,و الشوربة ,و المشروبات الساخنة كالشاي و غيرها من المواد التى توفر فضلا عن الماء كمية هامة من المعادن , و الفيتامينات, و الألياف , و مضادات الأكسدة ,إن تم تحضيرها بطريقة صحية . لذلك , لا ترغم نفسك على الإكثار من شربه فهو موجود في جميع مكونات فطورك الصحية , بل أجل ذلك إلى ما بعد الفطور, و في الفترة بين الفطور و السحور ,و على مائدة السحور خاصة إن تم استهلاك طعام كثير أو ثقيل, حتى تساعد نفسك على هضمه ,و تتفادى الشعور بالعطش في اليوم التالى . و نعود لنحذرك عزيزي القارئ من تواجد بعض السموم على مائدتك , كالمشروبات الغازية الغنية بحمض الستريك و ثاني أوكسيد الكربون المسؤولين عن سوء الهضم و الحرقة المعدية , ناهيك عن أضرارها العديدة التي سبق الحديث عنها . أما الكولا فهي من المشروبات الغازية الغنية بالكافيين,و هي مادة مدرة للبول تفقد الجسم ماءه و تزيده عطشا . و تذكر عزيزي القارئ ,أن فضيلة الصيام المقترنة بتنظيم الطعام و رقابتك على كل ما يدخل معدتك, مع توفير الجو الملائم لها كي تعمل في هدوء و تتفرغ لهضم الأكل دون إثقالها بالدهون ,هو سبيلك لعلاج عللك ,و التخفيف منها , لتتمتع بشباب و صحة دائمة بإذن الله .