ينتمي إلى المدرسة الهرمسية التي تتسم بنظم الشعر بأسلوب شخصي عسير، ولكنه تحول بعد الحرب العالمية الثانية، إلى مناقشة موضوعات اجتماعية عصرية في كتاباته. سالفاتوري كواسيمودو، الشاعر والناقد والمترجم الإيطالي، حصل على جائزة نوبل للآداب في سنة 1959 عن أعماله الشعرية الغنائية المعبرة عن الحياة المأساوية في عصرنا الحالي، يعد إلى جانب جوزيبي أونغاريتي ويوجينيو مونتالي أحد أهم الشعراء الإيطاليين بالقرن العشرين. ولد كواسيمودو في مدينة موديكا بالقرب من صقلية، لأب يعمل موظفاً بالسكك الحديدية، تلقى تعليمه الابتدائي بالقرب من مدينة سيراقوسة، وفي مدينة ميسينا ثالث أكبر مدينة بجزيرة صقلية، درس الرياضيات والهندسة في مدينة باليرمو وبعدها رحل إلى الشمال، حيث أكمل دراسته الهندسية بروما سنة 1919، عمل كمهندس في أحد الهيئات الحكومية الإيطالية لعشر سنوات، وكان يستغل أوقات الفراغ في كتابة الشعر هوايته التي أحبها منذ الطفولة. ظهرت أول أعماله الشعرية بمجلة "سولاريا"، وهي مجلة أدبية دورية تصدر في فلورنسا، وقد كان وقتها تلميذاً لشاعري المدرسة الهرمسية جوزيبي أونغاريتي ويوجينيو مونتالي، وفي عام 1930 صدرت تلك الأعمال في ديوان بعنوان "مياه ويابسة"، والذي جعل من كواسيمودو رائداً من رواد المدرسة الهرمسية. بعد سنة 1935 اعتزل الهندسة نهائياً ليتفرغ لتدريس الأدب الإيطالي بأحد المعاهد الموسيقية بميلان، اتبع ديوانه الأول بمجموعة من الدواوين التي اتسمت بالأسلوب الشخصي العسير والرموز الهرمسية المبهمة، ولكنها احتوت على بعض القصائد التي تميزت بحيودها عن الاستغراق الشخصي وتطرقها إلى موضوعات معاصرة من هذه الدواوين: ديوان "المزمار المغمور" سنة 1932، و"أريج الكافور" سنة 1933، و"إراتو وأبوليون" سنة 1936، آخر أعماله التي تنتمي للمدرسة الهرمسية، هما ديوان "القصائد" سنة 1938، و"وفجأة يطل المساء" سنة 1942. بعد انتهاء الحرب العالمية تحول أسلوبه لمعالجة أحداث عصره، وابتداءً من ديوانه "يوم إثر الآخر" سنة 1947، غدا شعره تأملاً دقيقاً في الحزن والدمار الذين جلبتهما الحرب على الإنسانية، نددت كثير من قصائده في تلك الحقبة بضيم الحكم الفاشي، وبشاعات الحروب، وآثام الإيطاليين، كما أضحت قصائده تتسم ببساطة اللغة وواقعية الصور والمجازات. حصل على جائزة سان بابليا عام 1950، وفي عام 1953 تناصف جائزة ايتناورمينا مع الشاعر الويلزي ديلان توماس، وفي عام 1958 حصل على جائزة مايريجيو، حصل على جائزة نوبل عام 1959، وله إلى جانب نشاطه الشعري مشاركات فلسفية. ومن كتبه في هذا الحقل: (الروح فعل خالص) 1937، (مذهب المنطق من حيث هو نظرية للمعرفة) 1946، و(فلسفة الفن) 1949.