يعد الرئيس المصري المؤقت المستشار "عدلي منصور", الذي سيودع السلطة بعد أيام, ثالث رئيس انتقالي يحكم مصر منذ بداية عصر الجمهورية, لكنه أكثرهم شعبية. وتولى "منصور"، وهو رئيس المحكمة الدستورية العليا, رئاسة مصر في الرابع من يوليو الماضي, غداة عزل الرئيس السابق "محمد مرسي", بموجب خارطة طريق أعلنها وزير الدفاع آنذاك الفريق أول "عبد الفتاح السيسي", بعد اجتماع مع قيادات القوى الثورية والسياسية والدينية, إثر مظاهرات مليونية طالبت بإسقاط النظام. وكان المستشار "عدلي منصور" أكثر الرؤساء الانتقاليين شعبية في الشارع المصري, ولدى النخبة السياسية, ووسائل الإعلام، التي عادة ما تصفه في برامجها المختلفة برجاحة العقل, وحكمة القرارات, والقدرة على استيعاب القوى السياسية بالحوار. وبعد قرابة عام من توليه الرئاسة, وتحديدا يوم الأربعاء الماضي, ألقى "منصور" خطابا تلفزيونيًا، وجهه للشعب وذكر خلاله كلمة الوداع أكثر من مرة, وأكد أنه أنهى مهمته بانتخاب المشير "عبد الفتاح السيسي", الذي سيؤدي اليمين الدستورية رئيسا للبلاد صباح الأحد القادم بمقر المحكمة الدستورية العليا. تولى المستشار عدلي منصور عدة مناصب في سلك القضاء, بدأها بمندوب مساعد بمجلس الدولة في نوفمبر1970, والعمل كعضو بإدارة الفتوى والتشريع لرئاسة الجمهورية في ذات العام, ثم أصبح مندوبا بمجلس الدولة في 1971, فعضوا بإدارة الفتوى والتشريع لوزارتي الخارجية والعدل في فبراير1972. وعين "منصور" مستشارا مساعدا بمجلس الدولة في 1977, وانتدب للعمل مستشارا بالأمانة العامة لمجلس الوزراء في 1982, ثم أعير للعمل بالسعودية مستشارا قانونيا في العام التالي, إلى أن شغل منصب نائب رئيس مجلس الدولة في فبراير1992. وتم تعيين منصور نائبا لرئيس المحكمة الدستورية العليا في عهد الرئيس الأسبق "حسني مبارك" في ديسمبر1992, ثم اختير لرئاسة المحكمة في 30 يونيو الماضي, خلفا للمستشار "ماهر البحيري", وأدى اليمين الدستورية كرئيس للمحكمة في الرابع من يوليو الفائت, قبل دقائق من تأديته اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية. قال "أحمد المسلماني" المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت "عدلي منصور"، قبل إلقاء منصور ما وصفه ب"حديث الوداع"، "إن الرئيس المؤقت دخل التاريخ من أكثر أبوابه اتساعا ووقارا, وسوف يذكر المصريون على الدوام أن قامة عظيمة بوزن منصور كان يحكم وطنا عظيما في لحظة فارقة"، وختم "المسلماني" تصريحاته بأن "منصور سوف يغادر قصر الاتحادية الرئاسي مرفوع الرأس, محاطا بمحبة أسطورية من عموم الشعب".