* الإخوان يستعينون بمسرح العرائس وزفة المائة سيارة.. والسلف بالخطب الدينية.. والإصلاح بالزفة النوبية والصعيدية والبدوية الإسكندرية-شيماء عثمان ومحمد عبدالغني: اختلفت وسائل الدعاية الانتخابية بالإسكندرية في أولى دورات الانتخابات البرلمانية عقب الثورة عما كانت عليه طوال السنوات السابقة لها، حيث ابتكرت الأحزاب الجديدة وسائل دعائية مبتكرة ميزتها عن الدعاية التي اتخذتها الأحزاب القديمة طوال عصر النظام السابق. وقامت قائمة حزب الإصلاح والتنمية المتمثلة في مرشحي ائتلاف شباب الثورة بعمل دعاية هي الأولى من نوعها، حيث اصطحبت في جولاتها بمنطقة كوم الدكة فرقة شعبية لعمل الزفة النوبية، حيث أن غالبية أبناء تلك المنطقة من أصول نوبية . وعلى ذات النهج رافق المرشحين في جولاتهم بالمناطق المأهولة بذوي الأصول الصعيدية مثل القباري ومينا البصل فرقة من صعيد مصر تغنت بأغاني الفلكلور الصعيدي، وأخرى بدوية أثناء زيارتهم لمناطق مثل العامرية وبرج العرب، جلس خلالها مرشحوا الحزب على أحد المقاهي مع الأهالي وحدث تجاوباً كبيرة منهم. ولقيت تلك الطريقة استحساناً كبيراً من الناخبين حيث تجاوبوا مع المرشحين والتفوا حولهم لمعرفة البرنامج الانتخابي الخاص بهم، وتم استقبالهم بترحيب شديد من الأهالي الذين شعروا بتآلف كبير معهم، وكانت النساء يدلين بالسلال “السَبَت” لالتقاط البرنامج للتعرف على المرشحين من خلاله. وجلس المرشحين بصحبة مجموعة من المتطوعين الذين ارتدوا تي شيرتات مكتوب عليها شعار الحزب مع الأهالي في عدة مقاهي شعبية تعرفوا خلالها على البرنامج الانتخابي لهم. وقال هيثم صالح-مرشح الدائرة الثانية على قائمة حزب الإصلاح والتنمية- أن الشكل الجديد للدعاية من شأنه أن يخلق نوع من التواصل مع أهالي الدائرة،لكم الأساس هو توصيل فكرةالبرنامج الذي يرتضونه والمضمون الذي يحقق صالحهم وصالح الوطن..مشيرا إلى ان وسائل الدعاية ما هي إلا مقدمة لتأهيل الناخب لسماع أفكار المرشحين لكنها ليست كل شىء بالطبع. ومن جانبهم، اجتذب مرشحو حزب الحرية والعدالة الأهالي عن طريق أسلوب مختلف أيضاً في الدعاية الانتخابية حيث أقاموا مسارح عرائس للأطفال عقب صلاة الجمعة في مختلف المناطق مثل أبو قير والورديان في محاولة منهم لاجتذاب الناس ونفي الفكرة السائدة عنهم بالتجهم وتحريم العرائس. وكان هدف مرشحي حزب الحرية والعدالة من خلال الأسلوب الجديد الذي اتبعوه ليس إمتاع الطفل فحسب ولكن أيضا اجتذاب أسر الأطفال، كما قاموا بإطلاق سيارات عليها مكبرات صوت عرضا من خلالها برنامج الحزب وأغنية “حرية نبنيها وعدالة نحميها” الخاصة بالحزب. كما ابتكر حزب الحرية والعدالة أيضا وسيلة جديدة يتم اتباعها لأول مرة بالدعاية الانتخابية ألا وهي مسيرة تأييد تتكون من مائة سيارة تجوب شوارع الإسكندرية في صفوف متراصة ترفع أعلام الحزب وينطلق منها صوت الأغنية الخاصة به ومن جانبهم، لجأ مرشحوا حزب النور السلفي إلى أسلوب دعائي جديد -فرغم أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تستخدم الشعارات الدينية في دعايتها وما زالت إلا أن جميع مؤتمراتها كانت ذات خطب سياسية قوية الأمر الذي يختلف فيه مع حزب النور الذي يصمم على اتباع مرشحيه إلقاء الخطب الدينية على مسامع الناخبين بجميع المؤتمرات دونما وضوح لرؤية سياسية معينة .. وهو ما يجعل المؤتمرات الانتخابية لمرشحي حزب النور أقرب إلى الخطب التي يتم إلقاؤها أيام الجمعة بالصلاة منها إلى مؤتمرات انتخابية. وفي جميع الأحوال باتت تلك الخطب تمثل طابعا مختلفا للحملة الانتخابية لحزب النور عن غيره من الأحزاب الأخرى.