* العراق قلق من تأثير الأوضاع على أمنه الداخلي.. وروسيا تستقبل وفد سوري معارض.. وتركيا فقدت الأمل تماما في حليفها السابق عواصم- وكالات: قال الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي إن رفض الرئيس السوري بشار الأسد وقف العنف الذي تمارسه حكومته ضد شعبه جعل رحيله عن السلطة أمرا لا مفر منه. وأضاف أن الأسد أوضح موقفه بامتناعه عن الوفاء بالتزامه بموجب مبادرة الجامعة العربية بوقف إراقة الدماء وبدء حوار سياسي. وقال في واشنطن أمس: “مما لا شك فيه أن عدم استجابة الأسد لكل الجهود المبذولة لإنهاء القتال في سوريا تعني أنه قرر عدم قبول هذه الأمور.” وأضاف “في هذا السياق ستكون هناك معارضة شعبية متزايدة له وأعمال قتل كل يوم. أعتقد أنه لا مفر من أن يضطر إلى التنحي بشكل أو آخر.” والأمير تركي وهو ابن أخي العاهل السعودي الملك عبد الله سفير سابق لدى واشنطن ولندن وما زال صوتا مؤثرا للأسرة الحاكمة السعودية رغم أنه لا يتولى منصبا حكوميا رسميا منذ تقاعده عام 2006. وقال الأمير تركي إن الجامعة العربية منحت الأسد “فرصة أخيرة” للالتزام باقتراحها لحل الأزمة ويتوقع منها الآن أن تتخذ مزيدا من الخطوات مشيرا إلى ليبيا كسابقة. وقال إن السعودية ودول الخليج الأخرى طرحت الوضع في ليبيا على الجامعة العربية أول الأمر في مارس وضغطت على الجامعة لاتخاذ قرار لإحالة المشكلة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث تم التوصل إلى القرار الذي سمح بالتدخل في ليبيا. وقال “في الحقيقة لا يمكنني القول إن كانت الجامعة العربية ستسير في ذلك المسار (بشأن سوريا) لكنه خيار وقد مارسته الجامعة العربية.” وفي الغضون، أعربت الحكومة العراقية عن “قلقها العميق” لتداعيات الوضع في سوريا “على أمن ومصالح العراق والمنطقة”، مشددة في الوقت ذاته على “حق الشعب السوري في اختيار نظامه الديمقراطي ونيل كامل حرياته”. وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء علي الدباغ في بيان إن “الحكومة العراقية تعرب عن قلقها العميق لتداعيات الوضع على امن ومصالح العراق والمنطقة”. وأضاف أن الحكومة العراقية تؤكد على “حق الشعب السوري في اختيار نظامه الديمقراطي ونيل كامل حرياته”، وتدعم “شعب سوريا الشقيق وكل الشعوب العربية”، وترفض “كل أعمال القتل والعنف”. وأوضح الدباغ أن مجلس الوزراء ناقش أمس “تداعيات الوضع في سوريا وقرارات الاجتماع الوزراي” للجامعة العربية و”يؤكد أن تفعيل المبادرة العربية لمعالجة الأزمة في سوريا يقدم معالجة سليمة للوضع”. إلا أنه رأى أن “الآليات المتبعة والتي أقرها مجلس جامعة الدول العربية لا تحقق الغرض المطلوب”، مشددا على أن “الحكومة العراقية تعارض تدويل الأزمة في سوريا وفرض عقوبات اقتصادية عليها”. وفي موسكو، طلب وفد من المعارضة السورية في الخارج الثلاثاء من روسيا أن تكون أكثر تشددا مع نظام الأسد، خلال محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي ترفض بلاده دعم عقوبات على دمشق. وخلال المحادثات في وزارة الخارجية الروسية، دعا المجلس الوطني الانتقالي الذي يضم عددا من مجموعات المعارضة السورية، الروس مرارا إلى المطالبة بتنحي الأسد، كما أعلن رئيس الوفد السوري برهان غليون. وأضاف غليون، الشخصية التاريخية للمعارضة السورية والأستاذ في جامعة السوربون في باريس “لكن الروس أجابونا أنه حتى الجامعة العربية لم تطلب ذلك”. وقال إنه خلال المحادثات مع المعارضة السورية، “لم يقدم لافروف مقترحات ملموسة”. وأضاف: “نريد ان نتجاوز الازمة ونريد ان يحصل ذلك من دون تدخل عسكري خارجي”. من جهتهم، وجه الدبلوماسيون الروس “نداء لكل مجموعات المعارضة السورية (...) من أجل تحقيق أهداف سياسية لتطبيق المبادرة التي دعت إليها الجامعة العربية لتخطي الأزمة”. ولا تزال روسيا تزود حليفتها القديمة سوريا بالأسلحة وتدعمها في مجلس الأمن الدولي وقامت حتى الآن باعتراض كل مقترحات الدول الغربية بفرض عقوبات على سوريا والتي تطالب بتنحي الأسد. ومن جانب آخر، صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا فقدت كل أمل في أن يلبي النظام السوري مطالب الأسرة الدولية في بدء إصلاحات ديمقراطية ووقف العنف. وقال أردوغان في البرلمان “لم نعد ننتظر أن تبرهن إدارة الأسد على قيادة شريفة ومقنعة وشجاعة ومصممة”. وأضاف “لم يعد أحد ينتظر منه أن يمتثل لمطالب الأسرة الدولية”. وقال أردوغان الذي كان الحليف السياسي والصديق الشخصي للأسد، إن “الإدارة السورية على طريق خطير جدا وهي على حد السيف”، محذرا من وجود “هاوية” في نهاية الطريق الذي تسلكه.