أصدر النائب العام عددًا من القرارات على ضوء التحقيقات التى تباشرها النيابة العامة فى أحداث التفجيرات الإرهابية والانتحارية التى وقعت أمس "الجمعة" بجنوب سيناء، ومحيط محكمة مصر الجديدة، وبسيارة أحد تجار الخردة بشارع رمسيس، حيث أمر بتكليف قطاع الأمن الوطني بسرعة إجراء التحريات الأمنية وإلقاء القبض على الجناة وشركائهم وعرضهم على النيابة، وندب جهات الخبرة الفنية لتحليل وبيان المواد المتفجرة التى استخدمت فى تلك العمليات الإرهابية. وكلف النائب العام، النيابة المختصة بتشكيل فريق للانتقال إلي موقع الحادث وإجراء المعاينة المبدئية، وخاطب قطاع الأمن الوطني وأجهزة البحث الجنائي بوزارة الداخلية بسرعة إجراء التحريات لكشف ملابسات الحادث الإرهابي والجهة المتورطة فيه، كما أمر بندب خبراء المفرقعات التابعين للمعمل الجنائي للقيام بأعمال فحص وتحريز مخلفات الانفجار بهدف تحليلها والوصول إلي المواد المستخدمة في صنع القنبلة. وانتهت النيابة العامة من معاينة أماكن التفجيرات، وتم سؤال المصابين بالمستشفيات التى تم نقلهم إليها، وتقرر ندب مصلحة الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى عليهم، وتشريح جثامين القتلى وبيان ما بها من إصابات، وفحص أشلاء الإرهابيين الانتحاريين وأخذ عينات البصمة الوراثية "دى إن إيه" لتحديد هويتهم وأسباب الوفاة. وأمرت النيابة بندب خبراء مصلحة الأدلة الجنائية لرفع الآثار التى خلفتها الانفجارات، وتكليف جهازى الأمن الوطنى والمباحث الجنائية بإجراء التحريات حول ملابسات الأحداث والتوصل إلى مرتكبيها والقبض عليهم وعرضهم على النيابة العامة لاستجوابهم. وكانت النيابة العامة قد تلقت إخطارًا بوقوع انفجارين بطور سيناء، أسفرا عن وفاة شخص وإصابة 13 شخصا، وكشفت تحقيقات النيابة العامة أنه فيما بين الخامسة والنصف، والسادسة من صباح أمس الجمعة، اتجه شخص يرتدى ملابس بدوية سيرًا على قدميه صوب كمين الوادى المتمركز بالطريق قبل مدينة الطور بمسافة خمسة كيلومترات، وطلب من قوة الكمين السماح له بالانتظار حتى يستقل سيارة عابرة إلى وادى فيران، وبمجرد وقوفه بين أفراد القوة فجر حزامًا ناسفًا كان يرتديه حول خصره، فوقع انفجار هائل تسبب فى تحويل ذلك الانتحارى إلى أشلاء، فى حين توفى مجند وأصيب ستة آخرون من قوات الكمين. وأظهرت التحقيقات، أنه فى ذات التوقيت وعلى مسافة تبعد 35 كيلومترا من مكان التفجير الأول، وأثناء سير حافلة تقل 41 شخصا متوجهين من محافظة الغربية إلى مدينة شرم الشيخ عبر طريق "الطور شرم الشيخ"، اعترض شخص يحمل صندوق مثلجات طريق الحافلة، فحاول السائق مفاداته وأثناء عبورها بجواره فجر الإرهابى عبوة ناسفة كانت داخل الصندوق حولته إلى أشلاء، وأدت إلى اشتعال الحريق فى الحافلة وتدميرها وإصابة 7 من ركابها بينهم السائق. كما عثر على مسافة 500 متر تقريبًا من مكان الانفجار الثانى فى اتجاه الصحراء، على سيارة "فيات 132" بها كمية هائلة من القنابل اليدوية وخمس قذائف صاروخية من طراز "آر بى جى" و2 دانة مدفع، حيث قام خبراء المفرقعات بتأمينها ومنع تفجيرها. وأشارت النيابة العامة، إلى أنه فى الثامنة من يوم الجمعة تلقت إخطارًا بوقوع انفجار ثالث عند إشارة مرور ميدان المحكمة بمصر الجديدة، وتوصلت تحقيقات النيابة إلى أن العبوة الناسفة تم وضعها داخل "الكشك المعدنى" الخاص بالتحكم فى إشارات مرور ميدان المحكمة. وأكدت التحقيقات الأولية، أن العبوة محلية الصنع وتم تفجيرها عن بُعد، وأسفر التفجير عن مقتل فرد شرطة وإصابة ضابط، وثلاثة أفراد شرطة أحدهم فى حالة خطيرة، فى حين تم العثور على عبوتين ناسفتين أخريين بمحيط المكان وتمكنت الشرطة من إبطال مفعولهما قبل انفجارهما.