تحت ظلال أشجار المانجو بمنطقة الضبعية، وفى مبنى خصيصاً للكتب باسم "الكتب خانه" جلس "الخال عبد الرحمن الأبنودي" يستقبل ضيوفه ليتذكر أمجاد مصر وحال الفقراء ونلمح في عينيه ذلك البريق الغير معلوم سره، حينما يذكر أسم مصر في كل جملة، مؤكدًا دعمه للفريق السيسي برغم الصداقة التي تجمعه بحمدين . حيث أكد أن مصر بلد غير قابل للموت والفناء، فهي هبة من الله عز وجل فلو مرت كل تلك التجارب على أي من الشعوب لكان اندثر، لكن المصريين تظل ضحكتهم موجودة في أحلك الظروف، والتي تجلت عبقريته في صنع ثورة ثم استعادتها بعد اختطافها، فما من شعب يصنع ثورتين في ثلاث سنوات، ويستطيع التغلب على شبح الإخوان، ويظل صامدًا كل هذا الصمود . مشيراً إلى أن عهد الإخوان كان هو أسوأ العهود التي شاهدها في حياته، وأنقذنا الله منها بفضل شجاعة وتصرف "السيسي"، حيث قالوا أنهم لن يتركوا حكم مصر إلا بعد 500 سنة، فهم تاجروا بالدين وحمل كتاب الله واشتروا البسطاء بأجولة البطاطس والزيت والسكر، وتعاملوا بتعالي وعنجهية زائدة عن الحد، وكان المستقبل مظلماً، قائلًا " كنا تحت جزمهم " على حد قوله، فما كان هذا ممكن في ظل مخططات أمريكا لتقسيم المنطقة . انتخابات الرئاسة وعن انتخابات الرئاسة قال الخال أنه يرى الشجاعة في تصرف "حمدين صباحي" بالترشح للرئاسة، وعلى الرغم من العلاقة التي تجمعه بحمدين لكنه أكد دعمه للمشير السيسي معللاً ذلك بأن "حمدين صباحي" من النوع الحالم مثله قائلًا حتى خطاباتنا تدل على ذلك، فيما يرى أن " البلد " تحتاج إلى النوع الواقعي مثل السيسي على الرغم من قلة ممارسته للسياسة لكنه تعامل في حدود الواقع . مشيرًا إلى أنه لا يزال يتخلص من فلول الإخوان لتستقر البلاد، والتصدي بكل حزم للخونة من العالم الخارجي والداخلي، مبررًا ذلك بأفعال كل من "محمد علي" الذي لم يكن يستطيع إحداث النهضة إلا بالتخلص من المماليك، و"عبد الناصر" الذي لم يكن يستطيع البدء في مشروعه القومي إلا بسجن الإخوان، والسادات الذي لم يكن سيحارب، إلا بالقضاء على مراكز القوى رغم الضرر الذي ألحقه بمصر في "كامب ديفيد" . فيما يتوقع" الأبنودي " أن يتم ابتزاز حمدين للانسحاب أو محاولة اغتياله لإلصاقها " بالسيسي " أو إحداث انفجارات لتهديد الشعب… لكن الشعب المصري لن يخاف . نصيحة للشعب فيما قال " الأبنودي " أنه متفهم للتخوفات من ترشح السيسي بسبب عدم ممارسته للسياسة لكن طريقة إدارته للأزمة الماضية تجعل منه مرشحاً مثالياً للمضي قدماً، مشيرًا إلى أنه يجب أن تتغير نظرة المصريين للرئيس الفرعون صانع كل شيء فالرؤساء والفراعنة على مر العصور صنعوا الأمجاد ولكن بأيدي المصريين، ولولاهم ما صنعت المعجزات مثل الأهرامات والسد وقناة السويس وأكتوبر . مؤكداً أنه على من يردد "يسقط حكم العسكر" أن يعي أن هذا هراء، وأنه ليس حكم عسكري، مذكراً الجميع بأغنيته ضحكة المساجين التي غناها الفنان "علي الحجار"، وقال فيها " الشر في طرف الميدان يسكر والفجر يطلع تحجبه العسكر " . واستطرد الأبنودي قائلاً إن الأيام القادمة هي بأيدي المصريين، فبيدهم أن يغيروا، وأن يصبح القادم أفضل، وكان من الصعب أن نسلم الراية لمن بعدنا أسوأ مما أخذناها . العصر الذهبي بالستينات واسترجع " الأبنودي " ذكريات الأمجاد بعد تذكيره بعبد الناصر، قائلاً لابد وأن يعطى عبد الناصر حقه، فمصر كانت تقود العالم وقتها وتؤثر فيه، على الرغم من هزيمة 67، وعلينا أن نعلم أبنائنا عظمة هذا الرجل، ونكتبها في تاريخنا، مشيراً إلى أن الستينات كانت فترة العمالقة في كل شيء، ومن لم يكن على قدر التحدي كان لا يجد مكان وقتها، فكان من سمات العصر "عبد الناصر وبورقيبة و تيتو و جيفارا" . مؤكداً أن "الحق أحق أن يذكر" فعلى الرغم من أنه تم حبسه في عهد عبد الناصر، لكنه أشار إلى أن العيب لم يكن عليه بل على المخابرات والبوليس وقتها الذين افتعلوا المشكلات باسمه . الستينات والفن الجميل فيما أكد أن الفن شهد تألقا فكان الجيل الذهبي للفن، وعلى الرغم من ذلك امتزج الفن بالسياسة، وكان عصر العمالقة مثل "صلاح جاهين وعبد الحليم حافظ"، والذي كان دائماً يداعبه ويقول له "باعتلي ثلاث أغاني عاطفية لتبتزني لأغنى أغانيك الوطنية" مشيراً إلى أن عبد الحليم كان قدوة لجيل وشاب نقي وثوري مر من خلال صوته مشروع عبد الناصر، وأثر في نفسية المصريين وسط الظلام بأغانيه " عدى النهار " وغيرها . وأكمل كنت أقوم بعمل أغاني مع فرقة "أولاد الأرض" في السويس و"الصامدين" في الإسماعيلية وصنعت أغنية يا بيوت السويس، وشاركت المقاومة وذهبت وعشت بين عمال السد العالي، فأينما ذهبت مصر كنت أذهب معها . سيرة الفن وأختتم "الأبنودي" تصريحاته قائلاً "إنه يحب أن يستمع لعبد الحليم وفيروز وماجدة الرومي ونجاة، وهذا هو خطه الفني"، فيما لم يكن يحتمل غناء أم كلثوم الطويل، وقد كان شاهدًا على محمود درويش والكثير من الشعراء والأدباء كما كان شاهداً على العصر الذهبي للعرب .