اعتبر خبراء السياسية أن شائعات جماعة أنصار بيت المقدس، التى درات حول تمكنهم من السيطرة على مساحة كبيرة من محافظة شبه جزيرة سيناء مجرد "بالونة اختبار" لجرجرة القوات المسلحة المرابطة فى سيناء، التى تنفذ مهام العملية "سيناء" منذ يوينو 2013، لافتين إلى أن غل يد القوات المسلحة لمحاربة الإرهاب فى سيناء منذ عام 2012 كان بسبب رفض الرئيس المعزول تعرض الداخلية أو الجيش لأنصار الجماعات الإسلامية المتطرفة للالتزامه بدعمهم. أوضح محمد إبراهيم، الباحث بكلية السياسية والاقتصاد جامعة القاهرة، أن جماعة أنصار بيت المقدس، أحد وجوه جماعة الإخوان المسلمين، التى تنفذ مخططاتهم الدموية فى مصر يهدفون لإشاعة الفوضى بأى ثمن، ومهما كانت الظروف لتنفيذ مخطط "تفتيت المفتتت" باقتطاع أجزاء كاملة من الوطن العربى مستغلين ورقة الأقليات والعرقيات والمذاهب الدينية. وقال الباحث السياسى، إن حرب الشائعات التى تصدرت المشهد خلال الفترة الأخيرة تعتبر أحد الأسلحة الفتاكة التى يستخدمها الغرب وأنصارهم من المسلحين والإخوان لتنفيذ أجندة "الربيع العربى" الذى فشل فى مصر ونجح فى باقى البلاد العربية مثل ما حدث فى تونس، ليبيا، سوريا، وعليه فاجئنا انصار بيت المقدس ببيان سيطرتها على أجزاء من سيناء وهو أمر عار من الصحة لأن قوات الشرطة والجيش منتشرين فى ربوع المحافظة الحدودية التى تتأخم أراضيها مع الأراضى المحتلة. وتابع: تجرؤ أنصار بيت المقدس على السيادة المصرية يعكس دعم دولى لهذه الجماعة التى تتخذ من سيناء ومحافظات الدلتا مأوى مناسب لهم، خشية الملاحقة الأمنية، لافتا إلى أن سيطرة الجيش والشرطة على سيناء نجحت فى اصطياد عدد كبير من قيادات هذه الجماعة، فمنهم من تم تصفيته أثناء المطاردات ومنهم من قبض عليه وقابع حاليا تحت أياد الأجهزة الأمنية والمعلوماتية للاعتراف بما ورائهم من مخططات. وأشار "إبراهيم" إلى اعتراف أمريكا بأن جماعة أنصار بيت المقدس "جماعة إهابية" الأسبوع الماضى أمر مدروس جدا؛ لأنه رفع تهمة الإرهاب عن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الذين تجمعهم علاقات قوية مع الإدارة الأمريكية، موضحا أن نقطة الارتكاز الحقيقية لتحرك أمريكا ضد جماعة أنصار بيت المقدس، هو إسراع إدارة البنتاجون فى تنفيذ مخطط تفتيت مصر الذى اخفقت فيه بسبب تأييد الشعب المصرى لخارطة المستقبل، مضيفا «أتوقع تصعيد أنصار بيت المقدس من عملياتهم الإرهابية فى مصر قبيل الانتخابات الرئاسية التى ستكون القشة التى قسمت ظهر البعير بالنسبة للمخططات الأجنبية للمنطقة». واستطرد: الإدارة الأمريكية باعترافها بإرهابية جماعة أنصار بيت المقدس، أعطتهم شفرة التحركات الإرهابية فى مصر والمنطقة وربما تفتعل الإدارة الأمريكية بعض الأحداث الدموية لشعبها وداخل أراضيها – كما حدث فى 11 سبتمبر – لتتخذ من تصرفات أنصار بيت المقدس الدموية ذريعة للتحرك ضدها، وقد يكون مقصدها من اعترافها هو تعقب الجماعة فى دول العالم بما فيهم مصر. واعتبر عبد الرحمن أمين، باحث متفرغ بكلية السياسية والاقتصاد، أن خطورة عمليات "أنصار بيت المقدس" تحويل بؤرة الإرهاب من حدود مصر إلى داخل العاصمة والمحافظات التابعة لها، القريبة من الدلتا نظرا لتمركز المتبقى من الجماعات المسلحة فى هذه المحافظات بعد فرارهم من سيناء، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية حذرت رعايها خلال الفترة الماضية من التواجد فى مصر نظرا لتقارير أمنية أمريكية أكدت زيادة نسب العمليات المفخخة فى القاهرة، وهو الأمر الذى يوضح علم واشنطن بالعمليات الإرهابية فى الفترة المقبلة. ولفت إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، يخضع حاليا لتحقيقات فى الكرنجرس، وتصب عليه لعنات من النواب الأمريكيين بسبب تورطه فى دعم الإخوان ماليا خلال السنوات الثلاث الماضية، بجانب موقف الإدارة "المتلون" من ثورة تصحيح المصريين التى اندلعت فى 30 يوينو الماضى. فى الوقت نفسه، اعتبرت مصادر عسكرية أن شائعات "أنصار بيت المقدس" بالسيطرة على أجزاء من مصر تحول مفاجىء فى تكتيك نشر الفوضى والخراب، من خلال نشر شائعات تمس الأمن القومى المصرى التى من شأنها الإضرار بالأوضاع الاقتصادية داخليا بعد أن ظهرت انفراجه لنجاح المصريين فى استحقاق بنود خارطة المستقبل التى اتفق عليها المصريين يوم 3 يوليو. وقالت المصادر: الأوضاع فى سيناء تحت السيطرة وجار تعقب المتبقى من الجماعات المسلحة والقضاء على البؤر المسلحة والقبض على الخارجين على القانون، ولن تنتهى مهمة الجيش فى سيناء إلا بالقضاء على الإرهاب نهائيا.