شهد مركز طلعت حرب الثقافي، أمس، حلقة ثقافية، احتفاءٍ بذكرى وفاة العالم الجغرافي الكبير جمال حمدان، مؤلف موسوعة شخصية مصر، بحضور الشاعر اللبناني فرحان صالح، والكاتب محمد الشافعي. ذكر الشاعر اللبناني أن هناك ثمه علاقة ربطت بين جمال حمدان والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فاستطاع «حمدان» أن يجسد حلم القومية العربية، باعتباره جزء من مشروع تنويري كبير، فكان أفضل من مثّل الناصرية، مشيرًا إلى أن "حمدان" ظل مجددًا في الرؤية القومية، ففي كتابه "المدينة العربية" قدم رؤية للخروج من حالة تحكم الجغرافيا والمكان في الإنسان المصري ليتحكم هو فيها عن طريق السد العالي. أضاف «صالح»، أن مشروع "حمدان" تيتم بعد وفاة «عبد الناصر» وهو وغيره من المشروعات القومية التي توحد العرب؛ قائلاً: اتبع الرئيس الراحل «محمد أنور السادات» منهج سياسي جديد، قضى فيه على القومية العربية وحلم "عبد الناصر" و "حمدان"، فشهدت مصر في عهد "السادات" انقلابًَا كامل في الحياة السياسية، بدأت مع رغبة "السادات" في القضاء على الناصريين، وقيامه بالإفراج عن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من المعتقلات ليتولوا هما الصراع مع انصار القومية العربية. انتقد «صالح» سياسيات "السادات"، التي سمحت للأمريكان بالتدخل في الشئون المصرية، قائلًا: "السادات" سلم مفتاح مصر للأمريكان، وسمح للمخابرات الأمريكية بالتدخل عن قرب، بدليل معاهدة "كامب ديفيد" التي أتت بنودها كاملًا في صالح الجانب الأمريكي والإسرائيلي، ولم تكسب مصر والدول العربية منها شئيًا، علاوة على قول "السادات" أن حرب 73 هي أخر الحروب التي ستخوضها مصر في ظل "السلام" الذي وقعه مع إسرائيل وأمريكا، مما أصاب الهوية المصرية بالخلل والالتباس. هنا رفض الحضور ما قاله "صالح" بشأن تسليم "السادات" مصر للأمريكان، باعتباره بطل حرب أكتوبر 1973، فجاء رد صالح «راجعوا معلوماتكم التاريخية، في عام 1967 فاوض الامريكان "عبد الناصر" على تسليمه "سيناء" مقابل التخلي على حلم القومية العربية، ورفض "عبد الناصر"، وفي مواثيق كامب ديفيد قال الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر": أكثر ما كان يخيفنا من "السادات" هو تحالفه مع رؤساء الدول العربية، لذا عملنا بكل جهدنا أن يأتي بمفرده، حتى يسهل التفاوض معه في بنود المعاهدة، وقد تم ذلك بالفعل». تابع "صالح" حديثة حول لغز مقتل "جمال حمدان" على يد الموساد الإسرائيلي؛ حيث أيد هذا الاحتمال الذي لم يحسم حتى الآن، قائلاًً: الشهود التي توصلت إليها الجهات الأمنية ترجح اشتباه الموساد في قتل جمال حمدان، بعدما كشف الأخير حقيقة الإسرائيلين، وأنهم لا ينتمون إلى بني إسرائيل التي ذكرهم الله في التواره، بل يرجع أصلهم إلى قبائل كانت تعيش على بحر قزوين. أضاف "صالح" هناك دليلًا أخر يدين الموساد في قتل "حمدان"، هو اختفاء "وثقتين عن اليهود"، بعد حادث الحريق الذي نشب في شفته في الدقي وتسبب في وفاتة، لذا إذا لم يتحرر المصريين من الاستعمار الأمريكي بعد ثورة 25 يناير، لم يستيطعوا التعرف على قاتل جمال حمدان.