فجر الكاتب الأميركي سيمور هيرش قنبلة سياسية مدوية من خلال مقالته التي نشرت بتاريخ الرابع من ابريل/نيسان في مجلة "لندن ريفيو اوف بوكس" حيث كشف بصورة عملية وفي حصيلة معلومات حصل عليها من مصادر اميركية وبريطانية ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كان وراء استخدام الجماعات الإرهابية للسلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية يوم 21 آب 2013 لدفع الولاياتالمتحدة إلى شن عدوان على سوريا. أولاً: يوضح هيرش في مقالته أن أدروغان ومعاونيه خططوا للهجوم الكيماوي وأن المخابرات الأميركية والبريطانية كانتا على علم بأن بعض المجموعات الإرهابية في سوريا تعمل على استخدام السلاح الكيماوي وحصلت على المواد المطلوبة لهذا الغرض منذ ربيع 2013 . ويؤكد وفقا للمعلومات التي توافرت لديه من مصادره الخاصة في واشنطنولندن ان تركيا كانت هي المصدر الذي زود جبهة النصرة بغاز السارين الذي استخدم في هجوم الغوطة الشرقية كما يذكر للدلالة بتوقيف عشرة عناصر من جبهة النصرة في جنوبتركيا في شهر مايو/أيار 2013 كان بحوزتهم 2 كيلوغرام من غاز السارين أطلق منهم خمسة بينما الخسمة الآخرون ما يزالون رهن التوقيف بانتظار محاكمة لم يحدد موعدها حتى الآن. وينقل هيرش عن مصادر التحقيق الأممي أن النتائج التي توصل إليها المحققون في جريمة خان العسل تشير إلى مسؤولية الجماعات المسلحة عن استعمال الغازات السامة هناك في مارس/آذار 2013 . ثانياً: نقل سيمور هيرش عن مصدر مسؤول في المخابرات المركزية الأميركية أن معلومات الوكالة تشير إلى مسؤولين أتراك كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون استخدام غاز السارين لإجبار أوباما على شن حرب ضد سوريا تحت شعار تخطي الخط الحمر الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي ومعاونوه غير مرة وأن رجب طيب أدروغان قدم الدعم المطلق لجبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة التي تقاتل في سوريا. ونقل هيرش عن مسؤول في المخابرات الأميركية قوله: من خلال المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات الغربية كان من الواضح أن المجموعات المسلحة تخسر في سورية أمام الجيش السوري، وهو ما دفع أردوغان للشعور بأنه ترك وحده.. واعتبر أن الرفض الأميركي لتزويد هؤلاء المسلحين بالصواريخ الثقيلة المضادة للطائرات يشكل خيانة له ولجهوده. ونقل هيرش عن مسؤول سابق أن الاستخبارات الأميركية علمت أن حكومة أردوغان ومن خلال عناصر في وكالة المخابرات التركية ام اَي تي وأجهزة الجندرمة كانت تعمل بشكل مباشر مع "جبهة النصرة" وحلفائها لتطوير قدرات لشن حرب كيميائية. وقال هيرش ان التقديرات الاستخباراتية كانت تشير إلى أن أمل أردوغان الوحيد لمتابعة خططه في سورية كان إشعال حادثة يكون من شأنها إجبار الولاياتالمتحدة على تجاوز الخط الأحمر غير أن أوباما لم يتجاوب معه في سلسلة الهجمات الكيميائية في آذار ونيسان من نفس العام. ثالثاً: نقل هيرش عن خبير في شؤون السياسة الخارجية الأميركية أن عشاء جمع بين أوباما وأردوغان بحضور وزير الخارجية جون كيري ومستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون إضافة إلى أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي وحقان فيدان رئيس جهاز الاستخبارات التركي ام اَي تي سيطر عليه الإصرار التركي على أن سورية تجاوزت الخط الأحمر وشكوى أردوغان من رفض أوباما اتخاذ أي خطوة بهذا الشأن. وأشار الخبير إلى أن أردوغان كان يرغب من وراء إحضار فيدان الذي يعتبر داعما متطرفا للمجموعات الإرهابية في سورية إلى العشاء بإقناع أوباما برأيه حول ضرورة شن هجوم اميركي مباشر يفسح المجال لترجيح كفة الجماعات المسلحة على الأرض. وكذلك أفاد مسؤول استخباراتي سابق لهيرش أنه اطلع قبل بضعة أسابيع من الهجوم الكيميائي على على إيجاز سري للغاية تم إعداده ل مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية ووزير الدفاع تشاك هاغل يصف حالة القلق الكبير التي تملكت أردوغان بشان تضاؤل قوة المسلحين ويحذر التقرير من أن الأخير أعرب "عن الحاجة لفعل شيء ما لجر أميركا إلى اللعبة العسكرية". وقد علم قادة رفيعو المستوى في الجيش الأميركي بأن غاز السارين وصل إلى المسلحين عبر تركيا ولا يمكن أن يكون حدث ذلك سوى بدعم الأتراك الذين قدموا التدريب لهم على استخدام الغاز. رابعاً: المعلومات التي أوردها هيرش في المقال عن تعاون وثيق بين المخابرات الأميركية والفرنسيةوالبريطانية والسعودية والقطرية والتركية في شحن الأسلحة والذخائر للجماعات الإرهابية المتطرفة في سوريا تؤكد ان محاولة مصادره الأميركية تصوير الرئيس باراك اوباما كالزوج المخدوع هي محاولة للتنصل من المسؤولية عن تدبير مجازر الغازات السامة في سوريا وتورط أوباما بقرار ضرب سوريا هو البرهان على أن ما جرى كان مؤامرة محكمة دبرتها سائر أطراف حلف العدوان المشار إليها والتي لعبت أدورا متعددة في التمويل والتسليح والتدريب وسعت إلى إيجاد مبررات مفبركة لشن حرب أميركية أطلسية على سوريا ردعتها معادلات القوة الدفاعية السورية وجاهزية إيران وحزب الله للانخراط مباشرة في الدفاع عن سوريا وبالتأكيد مع الموقف الروسي الحازم بتعبيراته العسكرية واللوجستية والسياسية . هيرش الذي نشر عام 2007 مقالته الشهيرة "إعادة التوجيه " وكشف فيها بمعلومات موثقة عن وجود مخطط لاستعمال القاعدة ومثيلاتها في خدمة الخطط الأميركية في لبنان لاستهداف سوريا وحزب الله يكشف بمقالته الجديدة فصولا من مؤامرات منظومة الهيمنة والعدوان التي تخوض حربا كونية ضد سوريا حافلة بالجرائم والأكاذيب وهي تصلح كبيان اتهام ضد أردوغان بوصفه مجرم حرب يستهدف الشعب السوري ودولته الوطنية.