نشر موقع "كونسورتوم نيوز" الأمريكي اليوم، مقالا للكاتب "سيمور هيرش"، يفضح فيه تورط المخابرات التركية في الهجوم الذي تعرضت له بعض المناطق السورية بغاز السارين، والتي دفعت الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إلى فتح الطريق لأنصار تنظيم القاعدة في سوريا. وقال الكاتب إنه في أغسطس الماضي عزمت إدارة أوباما" على شن هجمات عسكرية على سوريا بزعم استخدام الحكومة السورية غاز السارين ضد المدنيين، ولكن واشنطن تراجعت، ربما لأنها استوعبت الدروس المستفادة من حرب العراق الكارثية في عام 2003، بحجة أن الرئيس العراقي الأسبق "صدام حسين" كان يمتلك أسلحة دمار شامل، ولكن عند الدخول إلى العراق لم يكن هناك أيه أسلحة. وأضاف الكاتب أن بعد عقد من الزمان تخيلت الإدارة الأمريكية أنها قادرة على شن حرب جديدة ضد سوريا بحجة الأسلحة الكيميائية، مما أثار التساؤلات حول المزاعم الأمريكية المتعلقة بغاز السارين. وذكر أن الصاروخ المستخدم في إطلاق غاز السارين أتى من مسافة مداها أقل من ثلث المسافة بين قاعدة للجيش السوري والبلدة المستهدفة، مما يعني أنه أطلق من مناطق المتمردين، موضحا أن هناك أسبابا أخرى منعت الإدارة الأمريكية من شن الحرب على سوريا وهي عقلانية الرئيس "بشار الأسد" حيث سمح لمفتشي الأممالمتحدة بالدخول إلى الترسانات الكيماوية، كما وافق على تفكيك الكيماوي والتخلص منه. ويؤكد "هيرش" في مقاله أن الهجمات العسكرية الأمريكية كانت ستستهدف تدمير القوة العسكرية للجيش السوري مثل شبكات الطاقة الكهربائية ومستودعات النفط والغاز والأسلحة وجميع مرافق القيادة والمباني العسكرية والاستخباراتية المعروفة، والتي بدورها تمهد الطريق لانتصار المتمردين، الذين شهدوا ضربات قاسية من قبل الجيش السوري. ولفت الكاتب إلى دور المخابرات التركية ورئيس الوزراء "رجب طيب أردوجان" في دعم المتمردين وتوفير غاز السارين، حيث قدم "أردوجان" الإمدادات للمتمردين السورين منذ بداية الحرب السورية، ووفر خط إمدادات لجبهة النصرة، موضحا دور الجذور الدينية في الصراع. وأوضح الكاتب أن زيادة عدد الإرهابيين في سوريا دفع الولاياتالمتحدة لسحب دعمها السري للمتمردين، والذي أحبط "أردوجان" بعد ضغطه على "أوباما" لتوسيع مشاركة واشنطن في الأزمة. وأشار إلى أنه في ربيع عام 2013 علمت المخابرات الأمريكية أن الحكومة التركية تعمل مباشرة مع جبهة النصرة وحلفائها لتطوير قدراتها في الحرب الكيميائية، فقد خطط "أردوجان" لاستخدام الكيمائي، حتى يدفع "أوباما" للهجوم على سوريا، بمزاعم أن "الأسد" تعدى الخط الأحمر.