نشر الصحفي سيمور هيرش الحائز على جائزة بوليتزر مقالا في مجلة London Review of Books ، يفضح فيه مصدر المعلومات التي تحصل عليها أجهزة الاستخبارات الامريكية، مشيرا إلى ان إدارة أوباما زوّرت المعلومات حول استخدام السلاح الكيميائي في 21 أغسطس في الغوطة الشرقية. ويؤكد هيرش في مقالته الاخيرة "لمن السارين؟"، أنه لم يكن باستطاعة الاستخبارات الاميركية التنصت على الاتصالات الهاتفية بين بشار الأسد وقادة الجيش السوري في شهر أغسطس الماضي، لأن أجهزة التنصت كانت حينها قد أتلفت من قبل القوات السورية، وعلى العكس من ذلك كان على هذه الأجهزة كشف موعد الهجوم بالسلاح الكيميائي قبل وقوعه بعدة أيام. ويؤكد المسؤولون عن إعداد التقارير اليومية التي تقدم لأوباما أنه خلال تلك الفترة لم يستلم أوباما أي خبر يشير إلى ذلك. لقد فضل أوباما وإدارته إخفاء حقيقة حصول منظمة "جبهة النصرة" الراديكالية على تكنولوجيا تحضير غاز السارين بمساعدة خبراء ساهموا في إنتاجه في العراق. واستنادا إلى وثائق عسكرية فضح هيرش اسم أحد الخبراء وهو "زياد طارق أحمد". والفضيحة الأكبر في الموضوع، هي استخدام الاستخبارات الأمريكية تسجيلا لحديث يعود إلى شهر ديسمبر عام 2012 خلال المناورات التي أجراها الجيش السوري. ويشير خبير روسي، إلى أن الاستخبارات الأميركية كانت على علم باستخدام المعارضة للسلاح الكيميائي، وأن هيرش على حق، إذ كان عليها معرفة موعد الهجمة قبل أيام، وإبلاغ البيت الأبيض بذلك. هذا لم يحصل، أو أن الإدارة الأمريكية انطلاقا من مصالحها السياسية سكتت، ووجهت الاتهام إلى الجيش السوري، رغم عدم امتلاكها أي دليل على ذلك. وكان هدفها تبرير التدخل العسكري في سوريا، لكنها لم تحصل على موافقة الكونغرس من جانب ومن جانب آخر، اضطرتها مبادرة روسيا بشأن تدمير السلاح الكيميائي السوري، إلى التخلي عن فكرة التدخل العسكري. وكانت الدول الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، تتهم الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيماوي ضد المجموعات المسلحة فيما اعادت محاولات هذين البلدين الى الاذهان، اتهامهما للنظام العراقي السابق بحيازة اسلحة الدمار الشامل الامر الذي تبين لاحقا انه كان كذبة لتبرير غزو العراق عام 2003.