علي نغمات المزمار ورقصة العصا افتتح مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية دورته الثالثة مساء أمس الثلاثاء وللمرة الأولي عرض فيلم الافتتاح "جمهورية الأطفال " عرضا مكشوفا علي شاشة في معبد الأقصر الذي شهد حفل افتتاح بسيط استمد بهاؤه من سحرو هيبة المعبد الفرعوني الذي مازال يبهر العالم . شهد الحفل تكريم النجم الساحر محمود عبد العزيز، و النجم الأمريكي الإفريقي الأصل داني جلوفر الذي سحر الجمهور ببساطته و حرصه علي توجيه تحية رقيقة لزوجته و والديه خاصة والدته التي دعمته و تنبأت له بان يصير فنانا ذا قيمة و كذلك تواضعه وتعبيره عن فخره لمشاركة الفنانين في المهرجان كما كرم مخرج فيلم الافتتاح فلورا جوميز من غينيا . هذه الدورة بدأت فعليا 16 مارس مع الورش المصاحبة للمهرجان فيما تبدأ العروض اليوم الأربعاء تتواصل حتى 24 مارس الجاري و هي مهداة إلي روح الراحل العظيم المخرج شادي عبد السلام، و تسلم تكريمه مدير التصوير كمال عبد العزيز رئيس المركز القومي للسينما ،و رائد السينما السينغالية المخرج الراحل سليمان سيمبين و تسلم تكريمه د .ماردو سفير السنغال ،و يشارك بها 41 دولة افريقية و تستضيف أكثر من خمسمائة فنانا و ناقدا من إفريقيا و مصر و ينال منها الشباب النصيب الأكبر. أهم ما في الحفل الذي أخرجه عمر زهران إقامته في المعبد المفتوح للجمهور ليحمل رسالة للعالم عن الحال في مصر لذا حرص رئيس المهرجان في كلمته علي التأكيد علي هذه الرسالة للمشاهدين علي التليفزيون سواء لمشاهدي قنوات التليفزيون المصري و النايل سينما أو مشاهدي قناة فرانس سانك التي تغطي المهرجان لأول مرة هذا العام، علي إن الحفل يقام بينما المعبد مفتوح للجمهور والسياح متواجدون بالمعبد في ذات الوقت و أضاف فؤاد " المجد للسينما التي تعيد مصر إلي أحبابها في إفريقيا "،مؤكداً إن إدارة المهرجان حرصت أن تخرج من عباءة المهرجانات التقليدية ليكون جسرا للتواصل بين مصر و إفريقيا، ورئة للتنفس لفنانيها تفتحها مصر أمامهم للتواصل مع العالم . الرسالة السياسية التي يتبناها المهرجان في تدعيم العلاقات مع الدول الإفريقية خاصة دول حوض النيل فرضت نفسها علي الافتتاح بشكل رمزي فجاء العرض الذي افتتح الحفل باليه "النيل " بطولة نجوم فرقة باليه أوبرا القاهرة ومنهم هاني حسن و ؟أحمد يحي ، موسيقي عمر خيرت ، إخراج الراحل د.عبد المنعم كامل ، إشراف زوجته د. أرمينيا كامل ، رغم تألق أداء الراقصين في بالية حديث يتمثل النيل كحامي لمصر و زوجان من العاشقين و للتعلق بالحياة مقابل قوي الشر ،إلا أن موسيقي الفنان عمر خيرت بدت أقرب إلي كولاج من أعماله دون أي إبداع خاص يميزها مما اضعف كثيرا من قوة تأثير الباليه . في المقابل استطاعت فرقة قصور الثقافة للفنون الشعبية أن تسحر ضيوف المهرجان الذين شاركتهم رحلتهم النيلية في الدهبيات التي نقلتهم إلي طريق معبد الأقصر بسحر الأغنيات الشعبية للصعيد و منها ، صعيدي يابوي ، يا حلوة يا شايله البلاص وأغاني من تراث فرقة رضا و منها الأقصر بلدنا إضافة إلي رقصات بالعصا شارك فيها جمهور المهرجان و استقبلت نجومه و مكرمية بزفة شعبية مع المزمار و الطبلة ، حيث بدأت مراسم حفل عصرا في جولة نيلية تأكيدا علي ايمان ادارة المهرجان بقوة النيل شريان الحياة الذي يربط بين مصر و إفريقيا رباط حياة. و برغم صفوف قوات الأمن التي اصطفت علي طول الطريق إلي المعبد تبقي إقامة المهرجان في فضاء المعبد المفتوح جرأة تحسب للمهرجان و لشركائه في المحافظة و السياحة الذين حرصوا علي حضور حفل الافتتاح وعلي رأسهم محافظ الأقصر الحالي طارق سعد الدين الذي قال في كلمة بسيطة إن إقامة المهرجان في هذا التوقيت رسالة سلام للعالم و محافظ الأقصر السابق و د عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق و عدد من السفراء الأفارقة و ممثلي وزارة السياحة . كما شهد الحفل حضورا من النجوم و إن كان اغلبهم المشاركين في لجان التحكيم حيث شكل المهرجان هذه الدورة لجنة تحكيم متميزة لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة يرأسها المخرج المالي سليمان سيسيه من مالي رئيسا، ويشارك بعضويتها النجمة الهام شاهين ، ومدير التصوير سمير فرج ، الممثلة والمخرجة ناكي سي سافانا من كوت ديفوار، المخرج التونسي رضا الباهي. فيما يخصص المهرجان مسابقة منفصل بدءا من هذه الدورة للأفلام التسجيلية الطويلة بناء علي رغبة المشاركين في الدورات السابقة ويرأس لجنة تحكيمها الناقد بيتر ماشين من جنوب أفريقيا و يشارك بها المخرج المغربي الكبير داوود أولاد سيد والناقد فتحي الخراط من تونس والمنتج بيدرو بومبينتا من موزمبيق. و تتكون لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير من المخرج امير رمسيس ، السيناريست عطية درديري ، المخرج انونفو كانينجا من الكونغو ، الناقد البريطاني و المخرج التونسي محرز القروي . وتتشكل لجنة تحكيم مسابقة أفلام الحريات التي تحمل أسم شهيد الصحافة المصرية الحسيني أبوضيف من الفنانتان جيهان فاضل وسلوى محمد علي، المخرج عمر عبد العزيز ومدير التصوير سامح سليم .