الاهرام تتصدر قائمة الصحف التي تناولت قضايا " المرأة " وموقع مصراوي " لم يدعم المساواة وعدم التمييز علي الاطلاق" ستظل اشكالية المرأة والاعلام قائمة طالما لا يوجد سياسة واضحة لكيفية التناول الاعلامي لصورة المرأة ،وما هي أبرز القضايا التي تهم السواد الأعظم من نساء مصر،وهل هي إهتماماتهم فقط ماكياج وأزياء وطبخ ،دائما ما تنحصر صورة المرأة في هذه القطبية اللعينة أما امرأة تافهة لا تعبا سوي بالشكل كجزء من التصور الخاطئ عنها أنها سلعة ،وإما امرأة متهمة وضحية في صفحات الحوادث ..ولكن خارج هذه القوالب المتكررة خرج مركز "آكت" كالعادة بدراسة جديرة للقراءة عن صورة المرأة في الإعلام "وبحث ذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والإلكترونية والمقروءة . قالت الدكتورة عزة كامل – مدير مركز وسائل الإتصال الملائمة من أجل التنمية "آكت" أن التقرير الخاص "برصد وسائل الإعلام لصورة المرأة " عن الفترة من ا أكتوبر إلي 31 ديسمبر 2013 الذي خرج بالتعاون بين مركز "آكت" وهيئة الأممالمتحدة للمرأة للمساواة بين الجنسين "ومبادرة فؤادة واتش "، ينطلق من فلسفة دور الإعلام الهام التي لعبها في الفترة الأخيرة لكونه من أهم الوسائل المؤثرة في تشكيل الوعي للمواطنين والمواطنات ،وتأتي أهمية هذه الوسائل الإعلامية المختلفة فيما تتركه من إنطباعات وصور ثابتة في تكوين المفاهيم والرؤي المختلفة حول الشعوب ، وستظل قضايا المرأة أحد أبرز القضايا ذات الإرتباط بالحقوق الإجتماعية المبنية علي النوع الإجتماعي. ويظل السؤال الجدلي مطروحا "حول كيفية تعامل الإعلام مع الصورة النمطية للمرأة ؟"،تلك الصورة التي صنعها الإعلام الذكوري الذي يحمل الأفكار المتشددة تجاه حقوق المواطنة والمساواة . أضافت أن تلك الصورة تركت إنطباعات وصور سلبية عن المرأة وحقوقها وواجبتها ،كما أدي التناول السلبي والنمطي لصورة المرأة في الإعلام إلي إعطاء شرعية لإنتهاك حقوق النساء والفتيات وزيادة التمييز والإقصاء تجاههن ،ومن ثم كأنت احدي المشكلات التي إنطلقت منها الدراسة الخاصة بالتقرير هو بحث إستمرار تقديم الصورة نمطية عن المرأة والتي تركت أثارا سلبية ترتب عليها المزيد من العنف والتهميش تجاه المرأة . وقالت الدكتورة نهاد جوهر – ممثلة هيئة الأممالمتحدة للمرأة في مصر- أن الدراسة تعبر مبادرة هامة جدا لرصد كيفية تناول وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية لقضايا المرأة ،وتحليل إتجاهات ومضمون وسائل الإعلام إزاء تغطيتها لصورة المرأة خلال الحراك السياسي في الفترة الإنتقالية ،ومدي تأثير الخطاب الإعلامي والسياسات التحريرية علي تغيير الصورة النمطية السائدة عن المرأة في المجتمع ،من خلال إعادة توجهات المجموعات الصحفية ،وصناع القرار في المؤسسات الإعلامية لإعادة صياغة الخطاب الإعلامي وتغيير هذه السياسات الإعلامية والتحريرية . وقالت سالي ذهني – منسق المشروع بهيئة الأممالمتحدة للمرأة – أنه تم التركيز في تكوين المرصد الإعلامي علي ضخ مجموعات شبابية صغيرة في السن بجانب الخبرات ،تقوم بعملية الرصد والتحليل والإحصاء لكيفية تناول وسائل الإعلام لقضايا المرأة ،من أجل خلق كوادر متخصصة من الشباب لديهم نظرة حساسة للنوع الإجتماعي لهذه القضايا ،وبالرغم أن الفترة الزمنية للرصد في الدراسة كأنت 3 شهور ،إلا أنه نتمنى أن تكون نواة لدراسات أكبر تدخل فيها شراكة مع منظمات أخري سواء علي المستوي المحلي او القومي . ويوضح فتحي فريد – مسئول المبادرات الشبابية ب "آكت" ورئيس فريق البحث بالمرصد الإعلامى – أن عينة الدراسة شملت سبعة وسائل إعلامية تتمثل في عدد 3 صحف مطبوعة وعدد 2 موقع إلكتروني ،وعدد 2 برنامج تليفزيوني هم ؛جريدة الأهرام ،الشروق ،الوطن ،وموقع الجمهورية أونلاين ومصراوي ،بالإضافة إلي برنامجي "هنا العاصمة " علي فضائية cbc،وبرنامج "نهارك سعيد" علي التليفزيون المصري . أشار فريد أن الدراسة كانت تسعي إلي الإجابة علي عدة تساؤلات ؛ماهي إشكال التمييز ضد المرأة التي ظهرت خلال فترة الرصد ،ولماذا لا يساهم الإعلام المصري في تغيير الصورة النمطية للمرأة ،وهل تمكنت الوسائل المرصودة من إحداث تغيير في الوعي المجتمعي حول دور المرأة وصورتها خلال الفترة الإنتقالية ؟ رصد التقرير أن عدد الموضوعات التي تناولت علاقة المرأة ودورها في موضوع الفن الصحفي في الصحف الثلاث (الأهرام – الشروق – الوطن )كالأتي ؛تناولت جريدة الأهرام المرأة كمحور الخبر بنسبة 49 % ،وجريدة الشروق بنسبة 26% ،وجريدة الوطن بنسبة 25% . بينما تناولت "الوطن "المرأة كمتحدثة رسمية بنسبة 41% ،و" الشروق "بنسبة 31% ،والأهرام بنسبة 28% ،أما الموضوعات التي تناولت المرأة كخبيرة أو معلقة وردت بنسبة أعلي في جريدة الشروق بنسبة 43% ،وتليها جريدة الوطن 39% ،وجريدة الأهرام 19% . ورصد التقرير خلال الثلاث أشهر مدة الدراسة أن عدد موضوعات الفن الصحفي التي تناولت المرأة كضحية كان 409 موضوعا ،وجاءت الموضوعات التي تناولت المرأة كضحية عنف منزلي بنسبة 49% في "الأهرام"، وبنسبة 36% بالوطن ،وبنسبة 15% في الشروق . بينما جاءت الموضوعات الصحفية التي تناولت المرأة كضحية انتهاك جنسي بنسبة 46% في جريدة الوطن ،وبنسبة 29% بالأهرام ،وبنسبة 25% بالشروق . وفي الحديث عن المرأة كضحية ارهاب أو حرب أو إنتقام ،جاءت بنسبة 53% في جريدة الوطن ،وبنسبة 30% بالشروق ،و18% بالأهرام . وسجلت الأهرام النسبة الأعلى في الموضوعات التي تناولت قضايا المرأة بنسبة 41% ،تليها الشروق 30% ثم الوطن 29% ،وإنخفضت الموضوعات التي تناولت الحديث عن المساواة ومناهضة التمييز بواقع 245 موضوع ،وكانت الأهرام هي الأعلى في نسبة التناول بين الوسائل المرصودة بنسبة 36% يليها الشروق بنسبة 34% واخير الوطن 30% . أما فيما يتعلق بالمواقع الالكترونية سجلت الموضوعات التي ترسخ للصورة النمطية للمرأة عدد 306 موضوع بموقع مصراوي بنسبة 91% ،تليها موقع الجمهورية أونلاين بنسبة 9% ،بينما جاءت الموضوعات التي تتحدي الصورة النمطية بموقع مصراوي بنسبة 62% من التناول ،بينما في الجمهورية أونلاين جاءت 38% . وبلغت عدد الموضوعات الصحفية التي تناولت المساواة وعدم التمييز 1048 موضوع بين موضوعات تدعم المساوة وعدم التمييز وأخري لا ،حيث ورد في مصراوي 684 موضوع لا يدعم المساواة وعدم التمييز بنسبة 72 % من التناول ،وجاء في الجمهورية أونلاين عدد 266 موضوع لا يدعم المساواة وعدم التمييز بنسبة 28% من التناول بينما لم يرد في موقع مصراوي أي موضوعات تدعم المساواة وعدم التمييز مطلقا ،وفي موقع الجمهورية أونلاين جاء 98% موضوع يدعم المساواة وعدم التمييز للمرأة بنسبة 100% من التناول ،وبنسبة 9% من إجمالي عدد الموضوعات التي تناولت المساواة وعدم التمييز . ولكن الدراسة كانت نتائجها مختلفة فيما يتعلق بالإعلام المرئي ،حيث بلغ عدد الفقرات التي تتناول المرأة كضحية عنف جنسي إلي خمس فقرات ببرنامج "نهارك سعيد ،بنسبة 83% ،وفي برنامج هنا العاصمة وردت فقرة واحدة بنسبة 17% ،بينما جاءت المرأة كضحية التمييز في فقرتين ببرنامج نهارك سعيد بنسبة 67% من التناول، وفي برنامج هنا العاصمة جاءت فقرة واحدة بنسبة 33% من التناول . وأشارت عزة كامل إلي عدد من التوصيات منها عرض نتائج الدراسة والرصد عن صورة الرجل والمرأة في الإعلام علي متخذي القرار وصانعي السياسة الإعلامية من أجل تبني أفكار مناصرة للمرأة ،واعتماد منظور النوع الاجتماعي في الفنون والموضوعات والمساحات الاعلامية عند تعاملهم مع هذه القضايا بالإضافة إلي تنظيم دورات تدريبية للصحفيين والصحفيات من أجل تمكينهم واكسابهم المعرفة والمهارات في مجال قضايا وحقوق النساء ،وحثهم علي عكس هذه المعرفة والمهارات في وسائل الإعلام . أكدت "كامل" علي ضرورة مراجعة قوانين أخلاق الإعلام القائمة وسياسات التواصل لتقديم ما إذا كانت هذه القوانين حساسة للجندر أم لا ،وإقتراح تعديلات للقوانين لتكون اكثر استجابة للجندر ،وتدريب المنظمات غير الحكومية خاصة الحقوقية والنسوية وكذلك طلاب كليات الإعلام ومعاهد الصحافة علي كيفية رصد المساواة الإعلامية الخاصة بالنوع الإجتماعي .