بدلا من انتظار خروج نتائج المراصد المختلفة فيما يتعلق بتناول الإعلام لقضايا المرأة وتوجيه الاتهامات له- غالبا- بالتقصير يجب تدريب الإعلاميين على أعمال الرصد، وألا يقتصر هذا التدريب على المتخصصين فى صفحات وبرامج المرأة فقط بل يجب أن يشمل العاملين فى مختلف المجالات.. هذه هى أهم توصية خرج بها المشاركون فى المؤتمر الذى نظمه مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية (آكت) وهيئة الأممالمتحدة للمرأة لعرض تقرير "رصد وسائل الإعلام، لصورة المرأة فى الفترة من أكتوبر وحتى نهاية ديسمبر الماضى. وهذا التقرير هو خلاصة دراسة قام بها فريق مبادرة "فؤادة ووتش" إحدى مبادرات مركز «آكت»، وهى مبادرة حقوقية لرصد ومراقبة أداء مؤسسات الدولة تجاه قضايا المرأة وحقوق الإنسان والتى تم إطلاقها فى يوليو 2012. وقد أشرفت على الدراسة د.عزة كامل مديرة المركز وقام بتحليل نتائجها فتحى فريد وجانيت عبد العليم، وجاءت نتائجها فى مجملها لصالح جريدة الأهرام، حيث تفوقت فى تناول دور المرأة خلال الفترة الانتقالية بصورة ملحوظة، وخاصة فى القضايا الحقوقية التى تتعلق بالمرأة، وكذلك بالمرأة والصراع الطائفى والمرأة والعلوم، ومطالبها من الدستور، والمرأة والتعليم، وكذلك كخبيرة اقتصادية ومنتجة ومستهلكة، وفى الصحة أيضا في موضوعات المرأة وعلاقتها بالبيئة، وفى المحتفظات، وفى الفن، وفى التجارب الشخصية للمرأة. وإن كانت النسبة الأقل بين الصحف الثلاث كانت للأهرام فيما يتعلق بقضايا العنف الجنسى الواقع على النساء، وفى الرياضة.. وفى توضيح يؤكد تميز الأهرام جاء بالتقرير "اهتمت جريدة الأهرام بالموضوعات النسوية والنسائية على حد سواء، فكما تناولت موضوعات تخص الجمال والموضة والمطبخ تناولت أيضا المرأة فى السياسة والدستور والحكومة والقضايا الحقوقية" . وقد شملت عينة الدراسة سبع وسائل إعلامية تمثلت فى 3صحف مطبوعة هى الأهرام (قومى) والشروق والوطن (مسقلة- خاصة)، وموقعين الكترونيين هما "الجمهورية أون لاين"(قومى) و"مصراوى" (مستقل خاص)"، وبرنامجين تليفزيونيين هما "هنا العاصمة" يبث عبر قناة "cbc" الخاصة، وبرنامج "نهارك سعيد" يبث عبر قناة "نايل لايف" ( حكومى). ورغم ما ذكرته نتائج الدراسة من اهتمام وسائل الإعلام بقضايا المرأة، إلا أنها أشارت أيضا إلى أن عملية الرصد الموثق للوسائل الإعلامية (المطبوعة، الالكترونية، البرامج التليفزيونية) كشفت عن مستوى التهميش والتغييب الذى مارسته الوسائل الثلاث بحق النساء ومشاركتهن فى أحداث الفترة الانتقالية، وانخفاض نسب تصدر المرأة للأحداث فى الوسائل الإعلامية التى تم رصدها، ولذلك جاءت التوصيات بضرورة عرض نتائج الدراسات والرصد عن "صورة المرأة والرجل فى الإعلام" على متخذى القرار وصانعى السياسة الإعلامية من أجل مناصرة قضايا المرأة واعتماد منظور النوع الاجتماعى فى الفنون والموضوعات والمساحات الإعلامية عند تعاملهم مع هذه القضايا، ونشر نتائج البحوث والبرامج التليفزيونية، وعقد مؤتمرات صحفية لمناقشة نتائج وتوصيات هذه الدراسات، وتنظم اجتماعات ودورات تدريبية خاصة للصحفيين والصحفيات من أجل تمكينهم واكسابهم المعرفة والمهارات فى مجال قضايا وحقوق النساء وحثهم على العمل على انعكاس هذه المعرفة والمهارات فى وسائل الإعلام المختلفة، وزيادة مشاركة المرأة فى صناعة القرار من خلال الإعلام والتكنولوجيات الجديدة لوسائل الاتصال، وتدريب المنظمات غير الحكوميةخاصة الحقوقية والنسوية ، وكذلك طلاب كليات الإعلام على كيفية رصد المساواة الإعلامية الخاصة بالنوع الاجتماعى، وإصدار التقارير ذات المحتوى الحساس للجنس البشرى، ومراجعة قوانين أخلاق الإعلام القائمة وسياسات التواصل، لتقويم ما إذا كانت هذه القوانين حساسة أم لا، واقترح تعديلات للقوانين لتكون أكثر استجابة، بالإضافة إلى تشجيع وتطبيق سياسات عن المساواة بين الجنسين فى الإعلام والمعلومات والمجتمع المدنى. وأضاف أنه على المنظمات النسوية والحقوقية تدريب المجتمعات- النساء والرجال- باعتبارهم مستهلكين للإعلام الذى يروج ويستحث ويعظم العنف ضد الفتيات والنساء، وإنشاء جوائز إعلامية سنوية خاصة بالجنسين فى الاعتراف بأفضل الممارسات فى المساواة وعدم التمييز بين الجنسين وممارسة الإعلام المتوازن بهذا الخصوص، واستخدام مواقع الإعلام الاجتماعى من أجل تطوير رصد ومراقبة الإعلام من منظور الجنس البشرى.