مصنع البصل بسوهاج واحد من أكبر مصانع تجفيف البصل، في الشرق الأوسط، أنشئ عام 1960 م على مساحة 17 فدان بمدينة سوهاج، للحفاظ على محصول البصل في صعيد مصر وبخاصة «سوهاج»، التي يمثل إنتاجها نسبة 75 % من إجمالي إنتاج محافظات الصعيد. بلغت العمالة بالمصنع أكثر من 4 ألاف عامل مابين موسمية ومهندسين وفنيين، وتصدر إنتاجه قائمة أجود أنواع البصل على مستوي العالم، إذ تم تصدير زيت قشر البصل، إلى فرنسا وانجلترا وبلجيكا . قال المهندس أحمد أمين محمد، مدير المصنع الحالي، ورئيس اللجنة النقابية للعاملين بالمصنع السابق، إن بداية المأساة كانت في عام 1996 على يد الدكتور عاطف عبيد، وزير الأعمال حينها، حيث تم خصخصة شركة النصر لتجفيف المنتجات الزراعية -التي يتبعها المصنع- للمستثمرين، وفي عام 2000 تم بيع 37,44 من أسهم الشركة لشركة الثلاثية- مجدي يعقوب نصيف- بمبلغ 9 مليون و885 ألف جنيه، وفي حينها قام المستثمر الرئيسي بتشكيل مجلس إدارة جديد، وكان يوجد بالمصنع أنتاج تام قابل للتصدير يبلغ 2400 طن، قام ببيعها بمبلغ 13 مليون أي أن قيمة أسهمه أخذها فور شراء حصته وبزيادة 3 مليون، وتم توريد المبلغ لشركة الثلاثية بدلًا من «النصر». ويضيف المحاسب حاتم علي إبراهيم، أمين عام اللجنة النقابية بمصنع البصل السابق، والذي ترك العمل بالمصنع منذ شهرين، أنه تم دمج الشركة الأصلية في أخرى جديدة باسم شركة النصر لتصنيع الحاصلات الزراعية عام 2004 ومقرها منطقة بياض العرب بمحافظة بني سويف على مساحة 33 ألف متر، وبذلك ضاعت معالم الشركة الأصلية، وتم بيع الأجزاء التابعة لها وهي مصنع القباري والحضرة والمعمل المركزي وحجر النواتية بالإسكندرية. وأكد «إبراهيم» أن المصنع متوقف تماما ونهائيا منذ عام 2008، وتم تسريح العمالة الدائمة والمؤقتة به، وتسريح 3580 عامل ومهندس وفني وإنهاء عقودهم، ولم يتبق سوي 50 عامل من العمالة الدائمة، إلى جانب الاستغناء عن الموردين، بالرغم من وجود أكثر من 5 آلاف فدان يتم زراعتها بالمحافظة فقط.