اعتبر محللون سياسيون أمس الخميس، زيارة وزير الدفاع المصري المشير "عبد الفتاح السيسي" إلى روسيا، "تحولا استراتيجيا فى سياسة مصر، التي تتجه شرقا الآن بهدف إحداث توازن فى علاقاتها الدولية"، في حين يرى آخرون أن الزيارة " توسع مجالات المناورة" أمام القاهرة، لاسيما أنها "تعطى انطباعا لواشنطن بأن مصر لديها وسائل لمواجهة ضغوط أمريكا". وقال الدكتور "جمال زهران"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، إن زيارة الوفد المصري إلى موسكو يمكن النظر إليها من خلال محورين، الأول "يتعلق بتحول استراتيجي فى السياسة الخارجية وسياسة الدفاع لمصر، التى تتجه شرقا الآن، ليس على سبيل المناورة، بل تحول حقيقي"، حسب ما ذكر لوكالة أنباء "شينخوا". وأضاف "زهران"، الذي كان عضوا بوفد الدبلوماسية الشعبية، الذي زار في أكتوبر الماضي موسكو، حيث التقى مسئولين روس لتقريب العلاقات بين البلدين، أن زيارة "السيسي" تشير إلى "تحول استراتيجي كامل في سياسة مصر، ويجب أن تعي أمريكا ذلك، فتدخلها فى الشأن المصري، ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين، وكأنها وصية على الشعب المصري أدى لذلك". وتابع أن المحور الثاني يتعلق بتوفير "غطاء دولي لتأمين عملية التحول الديمقراطي في مصر، وحماية خريطة الطريق"، وأردف أن الولاياتالمتحدة وأوروبا تتدخلان فى الشأن المصري، ولابد للقاهرة من اللجوء إلى الطرف الآخر للتخفيف من هذه الضغوط. وقال إن الرئيس المصري الأسبق "حسني مبارك"، أدار ظهره لروسيا، ودار في فلك أمريكا، لكن زيارة "السيسي"، "رسالة بأن مصر تخرج من عباءة أمريكا"، وخطوة ستعيد العلاقات بين القاهرةوموسكو إلى قوتها وحيويتها، التي كانت عليها أيام الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر"، وربما أقوى في ظل المتغيرات الجارية، لاسيما أن هذه العلاقات لديها "أرضية مشتركة". لكن "زهران" عاد موضحا أن مصر لا تستهدف من هذه الزيارة أن تكون روسيا بديلا لأمريكا فى علاقاتها الخارجية، إنما إحداث "توازن" فى هذه العلاقات. وبدوره، قال المحلل الاستراتيجي "طلعت مسلم"، إن زيارة السيسي "توسع مجالات المناورة أمام مصر"، لا سيما أنها "تعطى انطباعا لواشنطن بأن مصر لديها وسائل لمواجهة ضغوط أمريكا".