اعتبر المحلل السياسى الفرنسى سمير غطاس أن زيارة وزيرى الخارجية والدفاع الروسى إلى مصر تعكس رغبة القاهرة فى إقامة علاقات جديدة. وقال غطاس، في مقابلة مع شبكة "يورونيوز" اليوم، الجمعة، إن "سياسة الولاياتالمتحدة تتسبب فى انزعاج شديد وارتباك في الشرق الأوسط وفى مصر على وجه الخصوص، لا سيما منذ سقوط النظام الإسلامي لجماعة الإخوان المسلمين". وأضاف أن "الإطاحة بهذا النظام دفعت الجانب الأمريكى إلى اعتماد سياسة جديدة تجاه مصر، بما في ذلك الضغط على الجيش والحد من المساعدات الاقتصادية والعسكرية". وأشار إلى أن "زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروس تشير إلى أن مصر بدأت علاقات جديدة، أو على نحو أدق، فإنها تستعيد اتصالاتها القديمة مع مختلف دول العالم، بما في ذلك روسيا وربما في وقت لاحق مع الصين والهند والقوى الناشئة الأخرى". وأعرب المحلل السياسى عن اعتقاده أن "هناك أيضا حاجة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا، لاسيما وأن الأخيرة هى مصدر رئيسي للقمح، وهو سلعة تحتاجها مصر على وجه السرعة". وعما إذا كانت تلك الزيارة التى أعقبت سنوات من العلاقات الفاترة تعتبر وسيلة لتبادل الأدوار بين موسكووواشنطن، قال غطاس إنه لا يعتقد أن هذا الأمر من شأنه أن يحقق درجة من تقاسم للأدوار "إذ إن كلا من موسكووواشنطن لديهما مصالح مختلفة في الشرق الأوسط". وأضاف أن "الولاياتالمتحدة لن تسمح لروسيا بأن ترسخ مرة أخرى في هذه المنطقة، ولكن في المقابل، إذا كانت روسيا، التي تتواجد بالفعل وبقوة في سوريا ولها علاقات وثيقة مع إيران، تسعى إلى توسيع قدرتها على الاستثمار في علاقاتها مع مصر، قد يؤدى ذلك إلى حقبة جديدة بين موسكو والشرق الأوسط". وتناولت شبكة "يورونيوز" زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروس والوفود المرافقة لهما إلى مصر، حيث أشارت إلى أن مصر تبحث عن حلفاء جدد ممثلين فى روسيا، وذكرت أنه وللمرة الأولى منذ عقود، فإن مسئولين كبارا من روسيا يقومون بزيارة للقاهرة لمناقشة التعاون الثنائى، مضيفة أنه "وعلى الرغم من أنه لم تخرج نتائج عن الاجتماعات بين الجانبين، إلا أن مصادر أمريكية تشكك فى أن روسيا تسعى إلى بيع ما قيمته أكثر من مليار دولار من الأسلحة إلى مصر". وأشارت "يورونيوز" إلى أنه حتى الآن، فإن الولاياتالمتحدة تعد الحليف الأكبر بالنسبة للقاهرة، خاصة أن واشنطن تقدم المليارات من الدولارات في صورة مساعدات إلى مصر بموجب اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979.