أعتبر المحلل السياسي ، سمير غطاس أن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسي، إلي مصر تعكس رغبة القاهرة في إقامة علاقات جديدة. وقال غطاس، في مقابلة مع شبكة "يورونيوز"، الجمعة 15 نوفمبر، أن سياسة الولاياتالمتحدة تسبب في انزعاج شديد وارتباك في الشرق الأوسط وفى مصر على وجه الخصوص، لا سيما منذ سقوط النظام الإسلامي لجماعة الإخوان المسلمين. وأوضح أن الإطاحة بهذا النظام دفع الجانب الأمريكي إلى اعتماد سياسة جديدة تجاه مصر، بما في ذلك الضغط على الجيش والحد من المساعدات الاقتصادية والعسكرية، مشيرا إلى أن زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروس تشير إلى أن مصر بدأت علاقات جديدة ، أو على نحو أدق ، فإنها تستعيد اتصالاتها القديمة مع مختلف دول العالم، بما في ذلك روسيا وربما في وقت لاحق مع الصين والهند والقوى الناشئة الأخرى. وأعرب المحلل السياسي عن اعتقاده أن هناك أيضا حاجة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا، لاسيما وأن الأخيرة هي مصدر رئيسي للقمح، وهو سلعة تحتاجها مصر على وجه السرعة. وعما إذا كانت تلك الزيارة التي أعقبت سنوات من العلاقات الفاترة تعتبر وسيلة لتبادل الأدوار بين موسكووواشنطن، قال غطاس إنه لا يعتقد أن هذا الأمر من شأنه أن يحقق درجة من تقاسم للأدوار"، إذ أن كلا من موسكووواشنطن لديهما مصالح مختلفة في الشرق الأوسط". وأضاف أن الولاياتالمتحدة لن تسمح لروسيا بأن ترسخ مرة أخرى في هذه المنطقة، ولكن في المقابل، إذا كانت روسيا، التي تتواجد بالفعل وبقوة في سوريا ولها علاقات وثيقة مع إيران، تسعى إلى توسيع قدرتها على الاستثمار في علاقاتها مع مصر، قد يؤدى ذلك إلى حقبة جديدة بين موسكو والشرق الأوسط. وتناولت شبكة "يورونيوز" زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروس والوفود المرافقة لهما إلى مصر، حيث أشارت إلى أن مصر تبحث عن حلفاء جدد ممثلين فى روسيا، وذكرت أنه وللمرة الأولى منذ عقود، فإن كبار مسئولين من روسيا يقومون بزيارة للقاهرة لمناقشة التعاون الثنائي، مضيفاً أنه وعلى الرغم من انه لم تخرج نتائج عن الاجتماعات بين الجانبين، إلا أن مصادر أمريكية تشكك في أن روسيا تسعى إلى بيع ما قيمته أكثر من مليار دولار من الأسلحة إلى مصر. وأشارت "يورونيوز" إلى انه حتى الآن، فإن الولاياتالمتحدة تعد الحليف الأكبر بالنسبة للقاهرة، خاصة وأن واشنطن تقدم المليارات من الدولارات في صورة مساعدات إلى مصر بموجب أتفاق السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979.