"الإرهاب".. كلمة ألفناها في مصر (التي كانت) بلد الأمن والأمان.. ذلك الشبح الذي لا يفرق بين طفل وشاب.. بين رجل وامرأة.. بين مدني وعسكري. والكارثة أن ذلك الشبح يتستر باسم الدين ويبرر فعلته بدعاوى كاذبة؟ مشهد قاتم يعم الفترة البالغة الصعوبة التي تمر بها مصر.. ملثمون يقتحمون.. إرهابيون يفجرون.. شهداء يشيعون.. ويبقى السؤال: ما الحل؟ متى سينتهي ذلك المسلسل الدموي؟ "البديل" جوَّلت بين عدد من الخبراء الأمنين؛ بحثًا عن إجابة لذلك السؤال. يقول اللواء محمد عبد الفتاح عمر الخبير الأمني إن الجماعات الإرهابية ظنت أن هناك حالة من الاسترخاء بين الشرطة والجيش عقب تأمين الاستفتاء على الدستور، وتقوم الآن بعدد من العمليات الإرهابية، سواء عن طريق اغتيال رجال من الشرطة أو تفجيرات في أماكن متفرقة. وأضاف عمر أن الجماعات الإرهابية تركز على أضعف النقاط لضربها، مثل خطوط الغاز والأقسام في المناطق البعيدة واغتيال أشخاص لهم معهم ثأر شخصي، مشيرًا إلى أنها غير قادرة على ضرب أى كمين الآن؛ نظرًا للتأمين المكثف فى الكمائن في كل القاهرة في ذلك التوقيت. وأكد الخبير الأمني قدرة القوات المسلحة والشرطة على القضاء على الإرهاب فى كل ربوع مصر، مشيرًا إلى أن مسألة التخلص من الإرهاب أصبحت مسألة وقت ليس أكثر. ويرى اللواء محمد نجم، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن كثرة العمليات الإرهابية وتواجد أنصار مرسي أديا إلى انتشار الانفلات الأمني، لافتًا إلى أن الداخلية وحدها لا تقدر على مواجهة الإرهاب، وأنه لا بد أن تتضافر كل أجهزة الدولة من أجل القضاء عليه. وأكد أن "مواد القانون الجنائي لا تكفي للقضاء على العنف، ولا بد من إصدار قانون الإرهاب؛ لأنه يعطي مجالاً أوسع لتوسيع دائرة الاشتباه"، موضحًا أن القضاء على الإرهاب في حاجة لتدعيم الشرطة ماديًّا ومدها بالكوادر البشرية والتكنولوجية، وتأمين القيادات المهمة بالداخلية. وأكد اللواء فادي حبشي الخبير الأمني أن الاستراتيجية الإرهابية فاشلة؛ لأن الشعب المصري لن ترهبه هذه العمليات الإجرامية، بل ستزيد من حماسه للوقوف بجانب أجهزة الدولة؛ للقضاء على الإرهاب الأسود، مشيرًا إلى أن مثل هذه العمليات الإرهابية متوقعة من جماعة الإخوان؛ في محاولة منها لعرقلة خارطة الطريق، خاصة بعد نجاح الدستور، متوقعًا أن تحدث خلال الأيام القادمة عمليات إرهابية لزحزحة الاستقرار. وأوضح حبشي أن ما يحدث الآن هو مخطط كبير تقوده أمريكا وتركيا بأموال قطرية، مشددًا على أنه لا بد من اتخاذ إجراءات رادعة ضد مظاهرات الإخوان لمنعها نهائيًّا، مشيرًا إلى أنه على الحكومة اتخاذ خطوات عملية وسريعة لمكافحة البؤر الإرهابية وتكثيف القوات الأمنية وتوفير الحماية الكافية للمواطنين والمنشآت الحيوية؛ لكون الموقف الأمني يزداد سوءًا، "ولا بد أن نتوقع الأسوأ؛ لأن الإخوان دخلوا مرحلة الاغتيالات".