تزايد الغضب بين أهالى مركزى المحمودية والرحمانية بمحافظة البحيرة، لاستمرار تلوث مياه الشرب منذ صباح أمس. وتقدم المئات من أهالى المركزين بشكاوى إلى مسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى بوصول مياه الشرب إلى المنازل سوداء تماما، مما يهدد حياتهم فى حال استخدامها، وقد اضطر سكان المركزين لاستخدام زجاجات المياه المعدنية. وكشفت مصادر للبديل من داخل شركة مياه الشرب والصرف الصحى، أن سبب هذا التلوث يرجع إلى ارتفاع نسبة الأمونيا بشكل كبير فى مياه نهر النيل نتيجة البدء فى السنة المائية التى ترتبط بما يعرف بالسدة الشتوية ومع استمرار وجود الأقفاص السمكية الملوثة لمياه النيل، إضافة إلى عمليات الصرف الصحى المتواصل، فإن إدارة شركة مياه الشرب تضطر إلى زيادة كميات الكلور اللازم لتنقية المياه. وأضاف المصدر أن زيادة نسبة الكلور مع حالة شبكة مياه الشرب المتهالكة فإن الكلور يثير الشوائب والصدأ المتراكم داخل مواسير المياه ويجرفها لتصل مياه الشرب إلى المواطن صفراء اللون ومحملة بكميات هائلة من الشوائب. وأكد أشرف أبو العينين عضو مجلس الشعب السابق، عن المحمودية ورئيس لجنة الوفد بالبحيرة، أن أحد الأسباب المباشرة وراء تلك الكارثة هى قيام مصانع كفر الزيات للأسمدة بصرف مخلفاتها فى مياه النيل، مؤكدا أن مياه الشرب ملوثة وأن ظاهرة نفوق الأسماك لا مبرر لها سوى تلوث مياه النيل ورفض أبو العينين ما صدر من تصريحات منسوبة للواء مصطفى هدهود محافظ البحيرة، بأن مياه الشرب صالحة للاستخدام، مضيفا أن أهالى المحمودية والرحمانية قد يصعدوا من موقفهم الاحتجاجى ومن الممكن أن يلجأ الأهالى إلى التظاهر والاعتصام فى حال استمرار كارثة تلوث مياه الشرب. وأمر مصطفي هدهود محافظ البحيرة، بتشكيل لجنة عالية المستوي من الصحة والبيئة والري وشركة المياه ورئيسي الوحدات المحلية من مركزي الرحمانية والمحمودية، للوقوف علي أسباب هذا النفوق، وقد أكدت اللجنة أنه لا يوجد ما يدعو نهائيا لأي قلق وأن ذلك النفوق يحدث نتيجة نقص المياه في فرع النيل لهذه المنطقة ( الرحمانية)، مما يؤدي إلي نقص كمية الأكسجين الواصل للأسماك الذي يؤدي بدوره لنفوقها. كما أمر السيد المحافظ برفع كميات المياه الوارد إلي هذا الفرع لتلافي هذه الظاهرة التي تحدث دوما في هذا الوقت من كل عام. أما بالنسبة للمحمودية فإن اللجنة أقرت أنه لا يوجد أي أسماك نافقة علي سطح مياه النيل ولا علي الشواطئ المحيطة للحدود، ولا يوجد لتلك الظاهرة أي آثار مرئية علي المياه من عدمه من فترة طويلة علي حدود مياه مركز ومدينة المحمودية. وأثارت تصريحات المحافظ غضبا واسعا بين أبناء مدينة المحمودية، بسبب ما اعتبروه تجاهلا واضحا لتلوث مياه الشرب. وأشار "عبد الغنى لبدة " موظف بالمعاش ومن سكان قرية فيشا بمركز المحمودية، إلى أن محافظ البحيرة عليه أن يزور مركز المحمودية ويستخدم بنفسه مياه الشرب، من أى مكان عشوائى يختاره ويرى بنفسه حجم المأساة التى يعيشها أهالى المركز. وتقدم " جمال خطاب " رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين بالبحيرة وأحد سكان مركز المحمودية، ببلاغ رقم 178لسنة 2014 إلى المحامى العام لنيابات شمال دمنهور، يفيد بأن مياه النيل بترعة المحمودية بها مادة طافية على السطح تشبه رغاوى الصابون وغير معلومة، ما أدت إلى نفوق الأسماك بنهر النيل وتلوث مياه الشرب.