نشرت صحيفة "دايلي ستار" اللبنانية مقالا لها حول اللحظات الحالية بالشرق الأوسط من فوضى وارتباك وإجرام من الخارج و فى الداخل. وقالت الصحيفة إن تفجيرات السيارات والهجمات الانتحارية وعمليات الاغتيال والخطف والحروب العرقية وانهيار الحكومات في الشرق الأوسط، دفعت دول المنطقة الآن لمراحل" المابعد" : ما بعد الاستعمار، وما بعد القومية، وما بعد الدولة، وما بعد الإسلاميين، وما بعد الثورة، وما بعد التنمية والتطور، وما بعد الحداثة. حيث أن تركيز المحللين الآن على العراقوسورياولبنان، الغارقين بالسلفيين التكفيريين المتحالفين مع تنظيم "القاعدة" والمسيطرين على بعض الأراضي،مفتعلين الحروب لتوسيع هذه الأراضي، وتكبير تحالفاتهم، فهم يقاتلون بعضهم البعض أو الأنظمة الحاكمة، منهم : داعش، وجبهة النصرة، ولواء التوحيد، وجيش الإسلام، والجبهة الإسلامية، وجبهة الثوار السورية، والجيش السوري الحر، وجيش المجاهدين، وغيرهم الكثير. وأضافت أن هذه الحالة من الفوضى العارمة تعكس عدة ديناميات قومية ودولية مختلفين لكنها مترابطة ومتتابعة.، ففي بعض الأماكن مثل سوريا، الإسلاميين والعلمانيين يتعاونون لإسقاط النظام الحالي لكن الإسلاميين والعلمانيين يتقاتلون في أماكن أخرى مثل، العراق وليبيا واليمن، وأوضحت الحيفة أنه في دول أخرى هناك مقاتلين مثل "داعش" يهدفون للسيطرة على الأراضي وإقامة إمارات تحكمها القواعد الإسلامية، بينما يقاتلون الجميع من عرب وإيرانيين وأتراك وإسرائيليين وأكراد أو أي أجانب. مبينة أن سورياوالعراق هم أكثر البلدان العربية المليئة بالصراعات، لكن هناك اليمن والصومال وليبيا، وأجزاء من لبنان ومصر وفلسطين وتونس. فالمواطنين العاديين هم من يدفعون الثمن هذه الصراعات لأنهم عاجزون عن فعل أي شيء في مواجهة آلاف المسلحين الممولين من الحكومات ومن الأجانب. فدور سياسات القوى الإقليمية أو الأجنبية في الشرق الأوسط اليوم يعد قضية نقاش ساخنة في أماكن كثيرة. وأنهت "ستار" مقالها بأن فوضى اليوم في العراقوسورياولبنان نتيجة لعدة أسباب منها: آثار السياسات الأمريكية والبريطانية الإجرامية في العراق 2003 وما بعده، وتكرارها من خلال الاغتيالات المتكررة للمدنيين والعسكريين، التي أدت إلى ظهور الكثير من المقاتلين التكفيريين وغيرهم . مشيرة إلى استكفاء العرب من حالات الفوضى والارتباك والإجرام الناتجة من الحركات السياسية.