استبعد سفير جمهورية جنوب السودان لدى الصين "ألوزاي موجا يوكوي"، أن تقدم حكومة بلاده أية تنازلات قبل وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن المخرج الوحيد من الأزمة هو عودة "المتمردين لعقولهم" والاحتكام لصندوق الانتخابات. وقال "يوكوي" فى تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا":إن "الصراع في جنوب السودان ليس عرقيا، إنما هو محاولة تمرد من قبل مجموعة أشخاص تريد الإطاحة برئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت، وأن هؤلاء الأشخاص ال11 الذين ألقي القبض عليهم هم خليط من قبائل عدة من "الدنكا والنوير والشلك" وغيرهم، ولا يعني وجود واحد أو اثنين من النوير مثلا أن كل النوير مع هؤلاء المتمردين". وشدد"يوكوي" على أن التمرد في جنوب السودان ذات طبيعة مختلفة عن عمليات التمرد والإطاحة بالرؤساء في دول إفريقيا، موضحا أن" العادة جرت أن يقوم الجيش بانقلاب ضد الحكومة لكن ما حدث في جنوب السودان أمر مختلف إذ يقف وراء التمرد شخصية سياسية في الأساس". وحول توقعاته لمحادثات السلام الجارية في إثيوبيا لتسوية الأزمة، قال "يوكوي" إن" التوقعات يجب أن تكون نتائج إيجابية وهي وقف إطلاق النار أولا من أجل أن يعود الناس الى ديارهم وأعمالهم وتعود الحياة اليومية إلى طبيعتها، وبعد ذلك تبدأ محادثات من أجل التوصل إلى تسوية بين الطرفين، فبدون وقف إطلاق النار لا أعرف كيف يمكن أن نجلس والقتال مستمر". وأوضح يوكوي أن "الحكومة أعلنت بالفعل وقف إطلاق النار والجميع ينتظرون من المتمردين وقف إطلاق النار أيضا، والالتزام بذلك، حتى يتم الانتقال إلى الخطوات التالية لحل النزاع"، مشيرا إلى أنه بشأن ما إذا كانت الحكومة من الممكن أن تقدم تنازلات في سبيل وضع نهاية للصراع، فإن "الحكومة لا يمكن أن تقدم أي شيء قبل أن يتم وقف إطلاق النار أولا، ثم تأتي بعد ذلك الخطوة الثانية. وشدد يوكوي على أن "المخرج الوحيد من الأزمة هو عودة هؤلاء إلى عقولهم وإعداد أنفسهم للتنافس عبر صندوق الانتخاب، كونهم دولة ديمقراطية على حد وصفه وأن الديمقراطية تضع قواعد محددة للوصول إلى السلطة، موضحا أن حكومة جنوب السودان تحظي بدعم شعب جنوب السودان وبتأييد دولي وإقليمي كبير؛ لأنها حكومة منتخبة لم تأت إلى السلطة بالقوة، وعليه فإن المتمردين حاليا يشعرون بالعزلة. وبسؤاله حول إمكانية تبني النموذج الكيني من حيث تقاسم السلطة بين رئيس من "الدنكا" ورئيس حكومة من "النوير" كمخرج من الأزمة الراهنة، استبعد سفير جنوب السودان حدوث ذلك، نظرا لاختلاف الظروف وأسباب الأزمة في البلدين، وقال إن "فكرة تقاسم السلطة على أساس قبلي ليست فكرة وجيهة لأنها قد تؤدي إلى انقسام الشعب"، مشددا على أن "ما حدث في جنوب السودان هو محاولة تمرد فاشلة على السلطة، بيد أن ما حدث في كينيا أمر آخر كان مرتبطا بخلاف حول نتيجة الانتخابات". وأشاد "يوكوي" بجهود الصين ودعمها لجنوب السودان كي تتجاوز الأزمة سواء داخل أورقة مجلس الأمن للأمم المتحدة أو من خلال مبعوثها الخاص لجنوب السودان، مضيفا " نأمل أن تستمر الصين بهذه الروح، فى وقت كانت الصين قد أرسلت مبعوثها الخاص تشونغ جيان هوا الى جنوب السودان والدول المجاورة في الوقت الراهن.