بعد انفصال جنوب السودان عن شماله في 9 يوليو الماضي؛ انبرت الأقلام تكتب حول انعدام مقومات الدولة في الجنوب وأن ما يفرقهم كجنوبيين أكثر مما يجمعهم، وصدقت التوقعات باشتعال الحرب الأهلية في الجنوب ذاته بين قبيل الدنكا من جهة والنوير والشيلوك من جهة أخرى فقبيلة الدنكا هي الآن المتحكمة في السلطة، والمتحكمة في الثروة كذلك، وبدأت بقية القبائل في التمرد لبقائها دون سلطة أو ثروة . ويقول محللون إن جنوب السودان سيواجه خطر الانهيار كدولة إذا لم يستطع السيطرة على التمرد والصراعات الدامية بين قبائله. بوادر الأزمة وتوتر الأجواء أعلنت مجموعة "جيش تحرير جنوب السودان" -المنشقة عن الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جمهورية جنوب السودان الوليدة- أمس الأحد أنها تستعد لشن هجوم جديد في المناطق الشمالية من جنوب السودان غداة هجوم أوقع نحو ثمانين قتيلا. وحذرت المجموعة المتمردة في بيان لها مساء أمس الأحد من أن قوات جيش تحرير جنوب السودان بقيادة الجنرال بيبيان مشار تتوجه إلى ولاية واراب لتحريرها من حكومة جوبا التي وصفتها ب (الفاسدة). وقال الحركة إن جيش تحرير جنوب السودان ينصح جميع المنظمات غير الحكومية وموظفي الأممالمتحدة بمغادرة ولاية واراب خلال ثلاثة أيام حفاظا على حياتهم مضيفة أنها تنصح المدنيين بإخلاء المدن والتوجه إلى القرى مشيرة إلى أن مقاتليها يتوجهون أيضا إلى بانتيو عاصمة ولاية الوحدة المجاورة. وكانت المجموعة المتمردة قد أطلقت تحذيرا مماثلا يوم الجمعة الماضية في ولاية الوحدة التي قُتل فيها 25 مدنيا و60 متمردا وتسعة من عناصر قوات الأمن السبت في معارك حسب ما أفادت السلطات، ونفت الحكومة أن يكون المتمردون قد سيطروا على مدينة مايوم في هذه الولاية. جماعة منشقة وجيش تحرير جنوب السودان جماعة منشقة عن مليشيات بيتر جاديت الضابط الجنوبي السابق الذي انقلب على حلفائه السابقين الذين أصبحوا الآن حكام جنوب السودان الدولة المستقلة التي رأت النور في التاسع من يوليو. وكان بيتر جاديت قد وقع مطلع أغسطس اتفاقا لوقف إطلاق نار غير مشروط، ولكن جيش تحرير جنوب السودان رفض الاتفاق وأكد أن جاديت رضخ لإغراءات حكومة جنوب السودان، وأوقعت المعارك بين الجيش والمجموعات المنشقة عنه مئات القتلى منذ مطلع العام الجاري. قتلى بسبب رعي الماشية وكان متحدث باسم الأممالمتحدة في العاصمة الجنوبيةجوبا قد أفاد بمصرع 58 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين قبائل بسبب رعي الماشية مضيفًا أن الاشتباكات بين قبيلتي المورلي والنوير اندلعت مسفرةً عن 28 قتيلا في موقع واحد و30 في موقع آخر". وتتقاتل الجماعات العرقية في جنوب السودان منذ قرون بسبب رعي الماشية التي تمثل جانبا رئيسيا من اقتصاد المنطقة، لكن أعداد القتلى تتزايد بعد أن خلفت عقودٌ من الحرب الأهلية كمياتٍ كبيرة من الأسلحة الصغيرة في المنطقة. واستنكرت حكومة الخرطوم اتهامات حكومة جوبا لها بتسليح القبائل المتناحرة وإثارة التمرد في محاولة لتقويض الدولة الناشئة والاحتفاظ بالسيطرة على نفطها.