انهى عام 2013 دوره الذي تميز بكثير من الهزات التي أعادت ترتيب أوراق سياسية عالمية وقلبت طاولات بأكملها، كما ألغت أدوار وأعادت ما أعادته من أدوار أخرى للواجهة والصوت المسموع. واستطلعت وكالة انباء موسكو أراء خبراء سياسيين، وإعلاميين سوريين في دمشق عن السياسة الخارجية الروسية للعام 2013 وأهم ما تميزت به برأي كل منهم، كان حديث الدكتور نزار ميهوب، رئيس الأكاديمية السورية الدولية، حيث قال "أن العام 2013 هو عام السياسة الخارجية الروسية بامتياز وهو العام الذي أثبتت فيه روسيا أننا اليوم في طور عالم جديد متعدد الأقطاب.. عودة روسيا بسياستها الخارجية إلى منطقة الشرق الأوسط دليل على نجاحها وهذا الامر بدأ مع الأزمة السورية ومع تراجع الدور الامريكي النسبي في أكثر من ملف في المنطقة". وتابع ميهوب أن "الولاياتالمتحدة أصبحت بحاجة لهذا الدور الروسي وخصوصاً أن السياسة الخارجية الروسية متوازنة في العلاقات الدولية.. روسيا أيضاً حريصة على الاستقرار وحريصة أيضاً على (أمن إسرائيل) لأسباب موضوعية بالنسبة لها.. وهذه السياسة في لحظة تاريخية تكبح عنجهية حكام تل أبيب الذين أعتادوا أن يتصرفوا ويمارسوا عدوانهم على الدول المحيطة". واختتم ميهوب قائلًا إن : "الامتحان الكبير للسياسة الروسية وسياسة الدول الكبرى هو محاربة الإرهاب في سوريا لأن الحرب ضد الارهاب ليست حرب السوريين فقط بل هي حرب الدول، جميع الدول المسؤولة عن الأمن والسلم في العالم .. أو على العالم الركون لهذا الارهاب الذي سينتشر من سوريا الى جميع دول العالم". الدكتور مهدي دخل الله، وزير الإعلام السوري الأسبق، قال إن "السياسة الروسية الخارجية قد حققت أكثر الأنتصارات إذ انتقلت بالنظام العالمي إلى مرحلة توازن جديدة كنا قد فقدناها منذ عشرين عاما، والأهم في هذا التوازن أنه يأتي مستندا إلى الفكر الروسي الجديد للتوازن العالمي القائم على الشراكة وليس على الحرب الباردة والمواجهة". وأفاد "دخل الله " أيضا :"بانهزام كبير لدعاة المواجهة في الغرب"، كما أضاف :" من المثير أن أول وثيقة عن ضرورة إلغاء المواجهة من العلاقات الدولية هي التي أتت في ( إعلان موسكو) بين الرئيسين الأسد وبوتين في يناير 2005 . هذه الشراكة أدت إلى بداية حل للمسألة الإيرانية، ونوه دخل الله اإلى "أمل لحل في الأزمة السورية، لكن في المقابل لا يزال دعاة المواجهة في الغرب يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء عبر الحديث من جديد عن الدرع الصاروخي ومحاولة خلق ضغط على روسيا". من جهته، استخلص الدكتور أسامة دنورة، الباحث والمحلل الاستراتيجي، جراء متابعته وقراءته للوقائع السياسية العالمية قائلا:" " الدور السياسي الروسي خارجيا تميز بعدة نقاط أبرزها : استعادة دور الدولة المحورية العظمى، كما تميزت بسلوك رجل الدولة المتمثل بالرئيس بوتين الذي استطاع إعادة التوازن لسلوك المنظمة الدولية داخل مجلس الأمن"، كما تابع دنورة عن سلوك السياسية الخارجية بانه "سلوك مسؤول جدا بالنسبة للشأن الدولي في إدارة الأزمات مستشهدًا دنورة بمبادرة الكيماوي السورية التي انقذت العالم من الهاوية الوشيكة التي اقترب منها جراء التهديدات الأمريكية بالحرب على سوريا، ليختم دنورة قوله بأن السياسة الأمريكية تميزت بكسب النقاط السياسية على حساب الأمريكية مستحضرًا ما ورد في الرأى العام الأمريكي أثناء تلك التهديدات، بأن الرئيس بوتين كان أحرص حسب رأي أمريكيين أكثر من الرئيس أوباما على مصلحة الأمريكيين أنفسهم والعالم ." أما ا الدكتور بسام ابو عبدالله، مدير مركز دمشق للبحوث الاستراتيجية، فوصف السياسة الروسية بأنها "سياسة تؤكد احترام القانون الدولي حيث أعادت روح القانون للأمم المتحدة بعد أن تحولت إلى جسر لتمرير مخططات السياسة الامريكية ضد الدول، وهذه العودة برأي أبو عبدالله انها بفضل الجهود الروسية التي امتازت بالاحتراف السياسي والتعامل الواعي والقادر والدليل بوجهة نظره التجربتين حيال السلاح الكيماوي السوري والملف النووي الايراني ". هذا وهناك آراء كثيرة مشابهة وتصب بنفس السياق تم جمعها من آخرين في سوريا باختصاصات عدة، تتفق كلها على نجاح روسي سياسي في خلق التوازن والعمل على استقرار العالم