ما أشبه الليلة بالبارحة ولكن الفارق بينهم كبير جدا ولكن فى النهاية دستور فى مغلف جميل يقدم للرئيس ليعلن عن موعد الإستفتاء عليه لتقف الذاكرة لحظات وتسترجع شريط ذكريات كتابة دستور2012 لتدور عجلة الفيلم لتبين لنا مشاهد الأعضاء الذين سيكتبون لمصر دستورها فلولا المكان المخصص لهم لقلنا وقتها أنهم أهل قريش مجتمعين فى دار الندوة ليحيكوا أمرا ما الكل متحفز لنفسه الكل يتاجر بالدين الكل يريد أن يلتهم الجميع ونسوا أنهم يلتهمون شعبا بأثره من أجل أنفسهم لم تكن تمثيلية بث كتابة الدستور على الهواء تخيل على كثير من الشعب لانه يعلم أن العبرة فى النهاية على التصويت على كل مادة بأغلبية الأعضاء ليأتى اليوم المشهود وهو يوم التصويت على مواد الدستور من قبل اللجنة ليقف رئيس لجنة الدستور منفوش الجسد مكفهر الوجه ليأمر اللجنة بخلع الأحذية ولبس البيجامات لأن اليوم لن نخرج من القاعة إلا ومعنا الدستور وكان أطول يوم فى تاريخ الموافقة على مواد الدستور وكان الترهيب والوعيد لأعضاء اللجنة من رئيس الجنة للانتهاء من الصيغة النهائية له وبما شاهدنا أن الأغلبية من بنى قريظة وقينقاع فقد إنتهوا من صياغته كما يريدون بل وقاموا بعد ذلك بنى قريظة وقينقاع بإقناع الشعب بمواده التى لاتخلوا بالمتاجرة بالدين بل وصل بهم الأمر أنهم أوهموا الشعب الغلبان أن هذا الدستور هو صك الغفران الذى يقيك من النار ثم تدور الكاميرا على المشهد الثانى وهو تقديم الدستور لرئيس الجمهورية من رئيس لجنه كتابة الدستور الذى يعف لسانى على ذكر إسمه فلم يراعى حقوق الإنسان عند التصويت عليه وهو من كان معين رئيسا للجنه حقوق الإنسان فى ذلك الوقت لتدور الكاميرا على الحاضرين لنرى وجوه أبناء بنى قريظة وبنى قينقاع وهم فى قمة السعادة بعد أن خيل لهم أن هذا الدستور تماما كما فعلت قريش عندما تمخض لهم الشيطان ليرمى عليهم فكرته بأن يأتوا من كل قبيلة فتا جلدا ليقتلوا محمدا ولكن الوضع مختلفا هنا وهو أنهم استعدوا لقتل الشعب بمواده والذى أخذه رئيسهم من رئيس لجنة الدستور بلهفة وشوق دون عناء أن يراجع مواده ليعلن للشعب موعد الإستفتاء لتخرج بعد ذلك طبول ومزامير بنى قريظة وبنى قينقاع لتمجد فى رئيسها ودستورها لنستفتى فى النهاية على دستور مشوهة ومعيب طالما حذرنا منه البسطاء ولكن تلعب كل الأشياء لكى يخرجوا الدستور كما يريدون ولكنهم لم يسعفهم القدر فخرجوا وخرج معهم الدستور إلى الأبد ومع بداية ثورة جديدة مكملة لثورة 25يناير ومع خروج الملايين الرافضين لكل ماضى ومتطلعين لغدا أفضل ودستورا مصريا لكل مصرى ليس متحابا مع حزب أو جماعة كان دستور 2013ومع لجنته التى لم تقصى أحدا كانت الكاميرا تدور لتوضح لنا مشاهد إفتقدناها عند كتابة الدستور السابق خمسون رجلا من كل الطوائف يكتبون فى صمت دستور مصر الجديد لا وجود لحزب الأغلبية أو الأقلية الكل يكتبون دستورا للمصريين. ليخرج لنا فى النهاية دستورا يلم شملنا ولا يفرقنا لتدور الكاميرا فى مشهدها القبل الأخير وهو يوم التصويت على مواده لنرى الوجوه الضاحكة لا وجود لتهديد أو وعيد من رئيس لجنة الخمسين بل الكل متحفز فى أن يخرج دستور يليق بمصر وشعبها وكان يوم التصويت له وقعه الحسن على المصرين حتى فى إدارة الحوار على الإعتراضات من قبل أعضاء اللجنة على بعض مواده وكان شيئا حضاريا حقا فى الإتفاق على جميع المواد وفى النهاية كان نشيد بلادى ليذهب بعد ذلك للرئيس الذى لم يكن متشوقا ومتلهفا عليه كسابقه بل كان عليه أن يقراه ويراجع مواده بتأنى ثم بعد ذلك يعلن عنه وكان المشهد الاخير لتدور الكاميرا على الحشد الموجود والقامات التى ساعدت فى إخراج هذا الدستور ومع رئيس يعلن بكل هدؤ أن الكمال لله وحده يدشن موعد الإستفتاء على الدستورللشعب وسط تصفيق الحضور لتخرج طبول ومزامير بنى قريظة وقينقاع ومن يوالونهم ليقذفوا بالإشاعات هنا وهناك فاليوم إختفت الجنة والنار ولكن جاء معها الكفر والإلحاد والعرى والموبقات هكذا هو دستورنا اليوم من وجهه نظرهم ولكن اليوم الشعب ليس كمثل الأمس وأصبح هناك الكثيرون ممن غرر بهم يعلمون الآن أكاذيبهم حتى البسطاء من هذا الشعب العظيم يعلم تماما أن من كتبوا هذا الدستور لا ناقة لهم ولا جمل فيه بل فبقدر المستطاع حاولوا أن يكون الدستور لكل المصريين. حتى المادة التى كثر فيها اللغط وهى ماده محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى يعلم البسطاء أن من يعترض عليها ليس إلا مخرب أو يريد بالجيش سواء وهذا حقه فى الدفاع على منشاته وقواته. كما أنهم لا يلقون بالا على تعيين قائد الجيش من قبل المجلس العسكرى لعلمهم أن مصر دائما فى حالة حرب ولا يصلح مما يقوله مدعى الثورية أن يكون قائد الجيش مدنى حيث أنهم يجهلون تاريخ مصر. وكفانا مانراه اليوم من إرهاب سواء كان داخل المدن أو فى سيناء فنحن نشعر دائما أننا فى حالة تعبئه حتى يجتث هذا الإرهاب من مصر لنهدأ ونستعد لإنتفاضة بناء الأمجاد لنسترجع مصر مرة اخرى على طريقها الصحيح طريق التقدم والرقى والإزدهار لنبين للعالم ان مصر المسلمة لا تحتاج لمن يعلمها الإسلام لأنها هى منارته وشعلته .