رشا فاروق عابدين: حرائر ….. وحرائر

في 1856 خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسئولين عن السياسية إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية، وفي 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود"…طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب ..
وفى عام 1952 قامت حركة ( اتحاد بنت النيل ) كانت هذه الحركة تدعو لمقاومة ومقاطعة الإنجليز في شتى المجالات،كان لها العديد من الأنشطة، حيث جنّدت فرقة نسائية عسكرية في السويس للقيام بعمليات عسكرية ضد الاحتلال نظمت هذه الحركة مظاهرة أمام بنك باركليز وقامت بمحاصرته وحثت الناس على مقاطعته كي لا ندعم الإقتصاد البريطاني، ومن مواقفهم بعد الثورة أن أضربوا عن الطعام 10 أيام كاملة اعتراضاً منهم على عدم تمثيل المرأة في لجنة الدستور سنة 1954، وانتهى الإضراب بعدما وعدهم الرئيس محمد نجيب بتحقيق مطالب المرأة في الدستور، وكانت نتيجة ذلك أن تم السماح للمرأة بالانتخاب والترشح في انتخابات البرلمان، وهي أول مرة يكون لها هذا الحق ..
في 2011 خرجت نساء ليبيا وقد ارتدين لباس المتطوعين الموحد ، للمشاركة في المسيرات والمظاهرات وعملية التعبئة ، وإعداد شعارات مؤيدة للثورة الليبية وتعليقها في الشوارع ، وجلب المياه والطعام للمتظاهرين ، وحدث كل ذلك رغم إن التقاليد الليبية المحافظة تقضي بتظاهر النساء بشكل منفصل عن الرجال الذين يحرصون على حماية النساء من التدافع ..
يا الله , رجال ليبيا يفصلون نسائهم فى التظاهرات حرصا على حمايتهن بينما الأخوان فى مصر يضعون النساء فى مقدمة تظاهراتهم حتى يؤمن لهم الحماية ..
فى سبتمبر 2013 ظهرت الحرائر, على الساحة المصرية,فتيات يرتدين اللثام يضربن بالشوم والحجارة,يخرجن فى السابعة صباحا ليقطعن الطرق,يضربن رجال الشرطة,يطرحن عميدة جامعتهن أرضا ويصورونها عندما تعرت ..
حرائر 2013 , اجتزن الشوارع فى قفص حديدي ليشاهدهم العامة , ,وذهبوا بالدفوف إلى بيوت أستاذتهن ليزفزنهم بالأغاني والشتائم ..
حرائر 2013 , صلوا بالنعال إلى جانب الرجال ,أبخسن المرأة احترامها ونزعن عنها ثوب رقيها وأنوثتها , جهرن بالبهتان فادعين التحرش والاغتصاب ..
من حرائر لحرائر هناك فرق كبير ولكن ما لنا نلوم على الحرائر فتلك هى حالة جماعة الأخوان , علموا نسائهم الفجر , وتاجروا بهم , سموهم الحرائر وجعلوهم إماء لفكر منحط ومنهج يشوبه العار ..
فبئس ما سموا.. فتلك الحرائر لهن تاريخ من العار سيتناوله العامة فى ازدراء لاعنين الحرائر وأسمائهن ..
وإن تستقيموا يرحمكم الله ..