تتبعنا فيما سبق تطور معارك الأطباء من أجل حقوقهم فى الحياة الكريمة بالترابط مع حق المجتمع فى الخدمة الصحية العادلة. والأخير بالطبع ليس مجرد مطلب للجمهور فقط، ليس فقط لأن الأطباء هم من ضمن جمهور المرضى عندما يمرضون ويحتاجون للرعاية الصحية، ولكن أيضا لأن من حق الطبيب أن يمارس ممارسة طبية صحيحة تكفل للمريض حقه فى الرعاية والشفاء وتكفل للطبيب حق العمل فى ظروف إنسانية سليمة تعطى المريض حقه فى الشفاء مع حق الطبيب فى التطور المهنى. وأتت انتخابات النقابة الأخيرة فى شهر أكتوبر عام 2011 لتشهد مواجهة على تلك المحاور: فقد نشأ تحالف أطباء الاستقلال حول مطالب إصلاح المنظومة الصحية لصالح الطبيب والمريض من خلال مضاعفة ميزانية الصحة إلى 15% من الإنفاق الحكومى وتحسين المستشفيات الحكومية وكادر عادل للفريق الطبى بكل مكوناته من أطباء وتمريض وغيرهم. ونشأ تحالف أطباء الاستقلال بين ثلاث جهات: منظمة أطباء بلا حقوق التى تناضل من عام 2007، وجماعة أطباء التحرير التى نشأت فى غمار الثورة، وممثلى تيار الدفاع عن استقلال الجامعة فى كليات الطب، وكون الجميع قائمة أطباء الاستقلال. وفى مقابلهم تشكلت قائمة الإخوان تحت اسم أطباء من أجل مصر، وكان الإخوان يحتلون أغلبية ما بقى من مجلس نقابة الأطباء (رغم من توفوا ورحلوا) منذ تسعة عشر عاما لم تجر فيها انتخابات النقابة! وطوال تلك الأعوام لم تناضل النقابة باتجاه حقوق الأطباء التى طرحتها المعارضة، حيث حكم النقابة تحالف نقيب الحزب الوطنى، الدكتور حمدى السيد، مع الإخوان ضد أهداف الأطباء. جاءت الانتخابات الساخنة التى استعمل فيها الإخوان قدراتهم على الحشد التنظيمى والتمويل الضخم ضد تحالف الاستقلال. وكانت النتيجة أن تحالف الاستقلال نجح فى شغل 58% من مقاعد مجالس نقابات المحافظات، وشمل هذا الأغلبية الساحقة فى محافظات القاهرة والإسكندرية وست محافظات أخرى فى القناة والصعيد. ولكن على مستوى مجلس النقابة حاز الإخوان الأغلبية بأكثر من النصف بينما احتل ممثلوا تيار الاستقلال ربع المقاعد الأربعة والعشرين. ومر عامان لكى تأتى انتخابات التجديد النصفى لمجلس النقابة والنقابات الفرعية فى جو ساخن تميز بسقوط حكم الإخوان، وبافتضاح ممارساتهم ضد حقوق الأطباء. لجأ الإخوان إلى تأجيل غير مشروع للانتخابات من أكتوبر الماضى، وأجبرتهم الجمعية العمومية يوم الجمعة الماضى (6 ديسمبر) على إجراء الانتخابات غداً الجمعة 13 ديسمبر. ويهمنى هنا أن أوضح أهمية ذهاب الأطباء للجمعية العمومية للإدلاء بأصواتهم غداً الجمعة، ولهذا أضرب مثل الانتخابات الماضية فى محافظة الشرقية التى فاز الإخوان ب7 مقاعد فيها من أصل 8 بينما لم يفز من تيار الاستقلال سوى واحد على منصب النقيب! عدد الأطباء فى الشرقية ستة آلاف طبيب، وفى مناخ الإحباط وتوقع فوز الإخوان لم يذهب للانتخابات سوى ألفى طبيب شملوا كل الحشد التنظيمى للإخوان. تراوحت أصوات الفائزين بين 800 و1200! أى أنه لو ذهب 500 طبيب إضافيين للإدلاء بأصواتهم لانقلبت النتيجة! فى هذا المناخ فليهب جميع الأطباء لحضور الجمعية العمومية غداً الجمعة للإدلاء بأصواتهم ولكى نحرر النقابة ونجعلها معبرة حقيقة عن حق المجتمع فى خدمة صحية عادلة وحق الأطباء فى الحياة الكريمة. منسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة