كتب كارم يحيي: فازت الطبيبة مني مينا بعضوية مجلس النقابة العامة للأطباء في أول انتخابات تجريها النقابة منذ نحو عشرين عاما, هيمن خلالها الإخوان المسلمون علي عضوية المجلس والنقابات الفرعية بمعظم المحافظات وشغل خلالها موقع النقيب عضو الحزب الوطني المنحل الدكتور حمدي السيد, وقد ظل المجلس طوال هذه السنوات محروما من عضوية أي طبيبة. قراءة نتائج انتخابات الأطباء يوم الجمعة الماضي مازال يشوبها الارتباك في وسائل الإعلام, والتي ذهبت علي خلاف الحقيقة إلي اكتساح الإخوان. فالنتائج الرسمية تفيد بأن تيار الاستقلال المنافس الرئيسي لقوائم الإخوان فاز بربع مقاعد مجلس النقابة العامة(6 مقاعد من بين إجمالي24 مقعدا), في حين حصد هذا التيار الغالبية الساحقة لمقاعد نقابتي القاهرة والإسكندرية. وهما الأكثر ثقلا وعددا بين النقابات الفرعية, كما سجلت نقابة الإسماعيلية حيث ولدت جماعة الإخوان علي أيدي حسن البنا في عام1928 مفاجأة مدوية بإخفاق أطباء الجماعة في الحصول علي أي مقعد. مني مينا هي واحدة من أربع طبيبات دخلن للمرة الأولي الي مجلس النقابة منذ تأسيسها عام.1930 وبالأصل هي ناشطة في الدفاع عن حقوق الأطباء ومن أجل تأمين صحي كفء وفعال لكل المصريين. وبرز دورها في السنوات الست الأخيرة حين أسهمت في تأسيس وتولت مسئولية المنسقة العامة لحركة أطباء بلا حقوق التي دخلت في مواجهات مع سلطة الرئيس المخلوع حسني مبارك ومع النقيب والمجلس السابقين علي خلفية قضايا نقابية من بينها أجر عادل للأطباء. وتقول الدكتورة مينا ل الأهرام أن تيار الاستقلال هو بمثابة قوائم انتخابية تكونت أساسا من ائتلاف أطباء بلا حقوق وحركة9 مارس لاستقلال الجامعة بالإضافة الي حركة أطباء ميدان التحرير وأطباء مستقلين. وأوضحت ما يجمع بين المكونين الأول والثاني أنهما عملا بين الأطباء علي مدي السنوات الماضية, ولهما تراث مهني ونقابي محترم سواء في وزارة الصحة أو الجامعات. فالكل في الانتخابات يتحدثون بكلام جيد.. لكن المهم هو المصداقية, وتعتبر أن نتائج الانتخابات إيجابية قائلة: قانون النقابة لعام1969 يمنح لجهاز الدولة أو لأي تنظيم كبير يغطي أنحاء البلاد الفرصة الأكبر في السيطرة علي النقابة. وبالتالي فإن نجاحنا في حصد ربع مقاعد مجلس النقابة العامة يعد إنجازا كبيرا, وتضيف نتائج الانتخابات من شأنها أن تخرج النقابة من ثبات عميق استمر لنحو عشرين عاما في ظل السيطرة التامة للإخوان علي المجلس وبالتحالف مع نقيب الحزب الوطني الحاكم وتؤكد الآن أصبحت النقابة أقرب للتعبير عن الشعار الذي رفعته قوائمنا في الانتخابات( نقابة لكل الأطباء). وإجمالا فإنني أري الصورة في النقابات الفرعية50 في المائة للإخوان و50 في المائة لتيار الاستقلال والمستقلين, وفي النقابة العامة75 في المائة للإخوان والباقي لتيار الاستقلال. وتكرر مني مينا أكثر من مرة أن الأطباء الإخوان زملاء أعزاء, وتضيف لسنا أعداء بأية حال. وتشير الي أنها حصدت أصواتا في بطاقات تصويت ذهبت بالأصل لقائمة الإخوان. وعلما بأنها حصلت علي14.7 ألف صوت وحصدت أعلي الأصوات في القاهرة, فيما حقق النقيب نفسه الدكتور خيري عبدالدايم17 ألفا. وهو طبيب لا ينتمي للإخوان. المهام الأساسية التي تراها مينا مطروحة علي النقابة في مرحلتها الجديدة هي إعادة الحياة لها وإنهاء غربتها و انفصالها عن الأطباء, ولذا فإنها تبدو شديدة الحماس لإقامة لجان نقابية للأطباء في المستشفيات الكبري واعتماد مندوب نقابي في المراكز الصحية في مختلف أنحاء الجمهورية. وهي ما تلتقي فيه مع برنامج النقيب الجديد الدكتور خيري.