يدور كلام كثير في أروقة سياسية ومطابخ إعلامية عن تحولات في الموقفين القطري والتركي من الحرب على سوريا في ضوء توازنات القوى الجديدة وأمام انهزام العدوانية الأميركية بفعل صمود سوريا وحلفائها. أولاً: تسعى كل من الحكومتين التركية والقطرية بكل انتهازية إلى تلمس أبواب تفاهمات جديدة مع القيادة الإيرانية بعد تبدل النهج الأميركي والغربي في التعامل مع إيران وتأتي الاتصالات التركية والقطرية بعد قطيعة وتوتر مع إيران نتجا عن انخراط هاتين الدولتين في العدوان الاستعماري على سوريا ولعبهما أدوارا خبيثة ومؤذية في مشروع تدمير الدولة الوطنية السورية . التجاوب الدبلوماسي الإيراني مع خطوط الاتصال القطرية والتركية يؤدي وظيفة مهمة لصالح سوريا من حيث المبدأ عبر تفكيك حلف العدوان فكل مسافة تتخذها أي من الحكومات المتورطة في العدوان على سوريا عن السعودية التي تشكل رأس الحربة الحالي تقود إلى تعزيز التوازنات الجديدة التي تميل لمصلحة الدولة الوطنية السورية ولو كانت تلك المسافة في حدود التعديل في اللغة واللهجة السياسية التي تنعكس مباشرة على الحالة المعنوية لعملاء تركياوقطر من العصابات الإرهابية ولكن ذلك ليس كافيا للحديث عن تحول يسعى كثيرون لتسويقه بدافع الوهم وإما بدوافع سياسية ونفعية كثيرة. ثانياً: مما لاشك فيه أن الدورين التركي والقطري كانا من أقذر الأدوار في العدوان على سوريا وهذا ما يفسر درجة النقمة عليهما في صفوف الشعب العربي السوري وفي جميع الأوساط الوطنية والقومية العربية التي ناصرت سوريا ونهجها المقاوم في وجه العدوان الاستعماري وتلك الأوساط لا تغفر للدوحة واسطنبول فخ الخداع والكذب الذي نصبتاه في السنوات الأخيرة لاختراق حلف المقاومة في المنطقة لمصلحة أميركا وإسرائيل وانقلابهما دفعة واحدة مع مشروع الإخوان المسلمين تحت الرعاية الغربية الإسرائيلية لتخريب المنطقة وتجديد الهيمنة الغربية الصهيونية انطلاقا من تدمير سوريا. وفي هذا السياق لابد من تأكيد حقيقة أن الالتفافات القطرية التركية المتلعثمة حتى الآن ناتجة عن الهزيمة والفشل وبعد انكسار الهيمنة الأميركية الأحادية بفعل صمود سوريا وقائدها وشعبها وجيشها وصمود حلفائها وهما تقصدان إيران التي لوت ذراع الإمبراطورية بفضل شراكتها مع سوريا وقوى المقاومة الذين تآمر عليهم حكام تركياوقطر مجتمعين وفرادى. ثالثاً: لابد من التأكيد منهجيا على استعمال أسلوب لوائح الإلتزامات العملية الواضحة وعدم الاكتفاء بالكلام السياسي المعسول وعدم اللجوء إلى المبالغات التي ولدت انطباعات غير دقيقة في السابق لدى الرأي العام الذي فجع بالمفارقة بين توصيف التحالفات المبالغ به وبين ضراوة الانقلاب في السلوكيات التركية والقطرية خلال السنوات الأخيرة. يجب إفهام حكام تركياوقطر أن حلف المقاومة يحكم على الأفعال ولا تغره الأقوال وطالما تدفع قطر فلسا واحدا للعملاء والمرتزقة وطالما إعلامها مسخر للعدوان على سوريا وللتهجم على حلف المقاومة بجميع أطرافه فهي متآمرة وعليها دفع ثمن ذلك وطالما تمر خرطوشة واحدة عبر الحدود التركية إلى سوريا وتبقى معسكرات تجميع المرتزقة وتدريبهم ونقلهم ومكاتب إعلام العدوان وطالما تبقى التسهيلات الحدودية التركية لعصابات المرتزقة والإرهابيين وطالما تبقى مقرات الأخوان المسلمين وعصابة السوء في اسطنبولفتركيا دولة عدوة وينبغي مرور زمن على حيادية موثقة بالأفعال قبل الانتقال في تصنيف طغمتي الدوحةواسطنبول بين الأصدقاء ومن غير أي ثقة مجانية بهما فميزة لوائح الإلتزامات انها تضع الحكومات والأطراف المعنية تحت الفحص المستمر للسلوكيات وعدم الاكتفاء بالخطب التي يسهل حشوها بدجل بات مفضوحا ولا ينطلي على أي كان بعد التجارب المريرة. لائحة الالتزامات هي وصفة ناجعة للتعامل مع الانتهازيين والرجعيين الذين يستشعرون الهزيمة التي ضربت جميع المتورطين في العدوان على سوريا وحلف المقاومة وفي إدارة الصراع لا ينبغي إدارة الظهر بل التصرف بوعي وبحزم وحذر فالمؤمن لا يلدغ من ذات الجحر مرتين.