تواصل سورياً شعباً وجيشاً وقيادة مقاومتها الباسلة للعدوان الاستعماري الذي يستخدم عصابات التكفير والإرهاب ويحشد إمكانات ضخمة مالية وعسكرية وسياسية كان آخرها ما أعلنه وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري من اسطنبول عن بلوغ الأموال التي سوف تتلقاها قيادة العصابات الإرهابية المليار دولار بنتيجة اجتماع حلف العدوان الذي قاده شخصيا من تركيا. أولا: إن الحقيقة التي لا بد من إعادة تأكيدها للمرة المليون هي أن خطة تدمير الدولة السورية التي تتحطم على صخرة الصمود الشعبي والوطني في سوريا ليست سوى الحلقة المركزية في المخطط الاستعماري الأميركي الصهيوني الرجعي العربي الهادف لتدمير منظومة المقاومة في المنطقة وبالتالي فان الحلقة اللاحقة والموازية في هذا العدوان الشامل هي استهداف المقاومة اللبنانية لفرض معادلة جديدة في المنطقة تحقق هيمنة إسرائيل وتؤمن لها الظرف المناسب لإعلان الدولة اليهودية الصافية عبر اقتلاع الفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 48 وإغراق الضفة الغربيةالمحتلة بالاستيطان الذي يكتسح كل شبر منها ويغرق مدينة القدس ولذلك فان أولى حلقات الحرب العالمية على سوريا كانت سلخ حركة حماس عن منظومة المقاومة عبر الانخراط التآمري المفضوح لكل من الحكومة التركية والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين إلى جانب السعودية وقطر في استهداف سوريا. إن مؤشرات استهداف لبنان كانت واضحة منذ البداية ومع تصاعد مأزق حلف العدوان في سوريا رفعت الدوائر الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية وأذنابها في لبنان من وسائر حملاتها ضد حزب الله وسائر الأطراف الوطنية اللبنانية الداعمة لخيار المقاومة وصولا إلى تهديدات العصابات الإرهابية التي تعيش انهيارا متواصلا وتندحر فلولها على الأرض السورية لنقل المعركة إلى لبنان. ثانيا: إن حاصل المواجهة الكبرى الجارية في سورية بين المقاومة التي يخوضها الشعب والجيش ضد عملاء الناتو وعصابات الإرهاب والتكفير سوف يحدد مستقبل التوازنات والمعادلات الكبرى في العالم وفي المنطقة وهذا أمر ستكون له نتائج أكيدة على لبنان وبالذات على مستقبل قضية الاستقلال والتحرر الوطني في لبنان وعلى مناعة هذا البلد في وجه الخطر الصهيوني القائم والمستمر منذ اغتصاب فلسطين فما تريده الولاياتالمتحدة وإسرائيل من وراء استهداف المقاومة هو تجريد لبنان من عناصر القوة والقدرة التي تحميه من التهديدات الإسرائيلية ورده إلى وضعية الدولة المستضعفة التي يستبيحها العدو الصهيوني ساعة يشاء وواهم كل من يظن أن لبنان يمكن أن يكون بعيدا عن تأثير ما يجري في سورية فخطر الفتنة القائم طوال العامين الماضيين والمستمر بتفاقم خطير هو امتداد لخطة العدوان على سورية وتهديدات عصابات النصرة القاعدية الأخيرة دليل على إعداد حلف العدوان لفصل جديد ودموي من تلك اللعبة القذرة حيث قد لا ينفع الاكتفاء بأسلوب الدفاع السلبي وبخطة عدم الانزلاق وإحكام ضبط الشارع في صد الخطر الداهم الذي تحمل مسؤوليته بشكل واضح القوى اللبنانية التي عطلت تحت شعار الوسطية والنأي بلورة سياسة وطنية لبنانية هجومية للتضامن مع سورية الدولة والشعب من خلال حظر أي وجود إرهابي يستهدفها في لبنان والتغاضي عن منصة العدوان التي أقامها الحريري وهي اليوم بمثابة التهديد الجدي المقيم على الأمن الوطني اللبناني. ثالثا: منذ الانتصار الكبير للمقاومة عام 2000 وضع المخططون الأميركيون والصهاينة مشروعهم لتعويض هزائم إسرائيل وفي هذا السياق كان احتلال العراق عام 2003 وكان اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وكان عدوان تموز عام 2006 وبعد فشل كل تلك المحاولات بفضل صمود سوريا والمقاومة اللبنانية وقدرتهما على صد الهجمات بجميع تعبيراتها السياسية والميدانية انتقل الحلف المعادي إلى الخطة الجاري تنفيذها منذ آذار 2011 . المخطط الاستعماري يتحرك على مساحة المنطقة ووهم تحييد لبنان يسقط والقوى الوطنية اللبنانية المقاومة والعروبية مدعوة لبلورة سياسات جديدة وهجومية في مجابهة الحلقة الجديدة والمكشوفة من مؤامرة العدو الأميركي الصهيوني وأدواته العميلة في المنطقة ولا مجال في ذلك للمجاملة. أهداف المخطط المسمى إعادة بناء الشرق الوسط شرحه اليوت ابرامز في مقال كتبه عام 1999 عندما كانت الانتخابات الإسرائيلية تجري تحت سقف السباق إلى الهروب الكبير من لبنان حيث استنتج أن التطورات تحتم على الولاياتالمتحدة الذهاب بجيشها إلى العراق لأن ذلك سيسمح بتطويق النفوذ الإيراني في المنطقة وباستنزاف سوريا وبمحاصرة حزب الله وحماس لتأمين الهدوء على حدود إسرائيل لعشرات السنين القادمة وهذا هو مضمون الخطة الجاري تنفيذها منذ احتلال العراق حتى اليوم والغبي وحده يمكن أن يتوهم أن ما يجري هو شأن سوري داخلي.