كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أمس عن رفض السفارة الأمريكية في افغانستان لطلبات تقدم بها عدد من المترجمين الأفغان الذين ساعدوا القوات الأمريكية خلال فترة تواجدهم في أفغانستان من أجل الحصول على التأشيرة الأمريكية، مبررة ذلك بأنه لا توجد أخطار جسيمة تهدد حياتهم الشخصية. و نقلت الصحيفة الأمريكية تصريحات بعض هؤلاء المترجمين، حيث قال " محمد " أن هناك الكثير من عناصر حركة طالبان في القرية التي يعيش بها يعلمون عمله سابقا مع القوات الأمريكية ويطالبون بالقبض عليه، مضيفا أنه إذا لم يستطع السفر إلى الولاياتالمتحدة فقد يتعرض للموت. و أشارت "واشنطن بوست" إلى قول المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية في كابول " روبرت هيلتون" :"في المرحلة الأولى للحصول على التأشيرة يجب على صاحب الطلب أن يوضح الخطر الذي يهدد حياته بسبب عمله مع الولاياتالمتحدة، و من ثَم سيتم فحص الطلبات من قبل لجنة بالسفارة الأمريكية و بعدها يتقرر إذا سيتم السماح له بالسفر أم لا". و تابعت الصحيفة أن المسئولين بالسفارة الأمريكية لا يحددون درجة الخطورة التي بموجبها يتم منح التأشيرة الأمريكية، فضلا عن أنهم يرفضون الكثير من الطلبات دون إبداء أسباب. و طبقا لصحيفة "واشنطن بوست" فقد أوضح "ناصري" وهو مترجم عمل سابقا مع القوات الأمريكية في طلب الحصول على التأشيرة أنه نجا من ثلاث هجمات على الوحدة العسكرية من الجيش الأمريكي التي كان يعمل معها،و أكد على هذا العديد من ضباط الجيش، مشيرا إلى أن حركة طالبان تعرف مكان سكنه و هددته بقتل أفراد عائلته. ولفتت واشنطن بوست إلى أن هؤلاء المترجمين كانوا يحرصون على التنكر و يغيرون هويتهم خلال عملهم مع الجيش الأمريكي، ويتخذون لأنفسهم أسماء أمريكية حتى لا يتم التعرف عليهم من قبل الأفغان، لكن طالبان تعرفت عليهم خاصة على أولئك الذين يعيشون في قرى صغيرة تحت سيطرة الحركة. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه مؤخرا تم نشر صورة لمقتل أحد المترجمين على صفحة الفيسبوك الخاصة بالمترجمين الساعين إلى الحصول على التأشيرة الأمريكية، بعد تقدمه للسفارة للحصول على التأشيرة. طبقا للصحيفة فإن 1648 مترجم حصلوا على التأشيرات الخاصة بالهجرة- منذ بداية برنامج التأشيرات الذي أقره الكونجرس الأمريكي منذ أربع سنوات- من 8750 اجمالي التأشيرات التي خصصها الكونجرس للمترجمين الأفغان و العراقيين. و أوضحت "واشنطن بوست" أن تنفيذ هذا البرنامج تعطل العمل به مؤخرا لعدة مشاكل، الأمر الذي تسبب في توجيه انتقادات لوزارة الخارجية الأمريكية على إثر رفضها طلبات الحصول على تأشيرة، حيث بررت الخارجية رفضها بأن بعض المترجمين كانوا ضمن جماعات ارهابية. و أكدت الصحيفة على أن هذا الرفض سيؤثر على السبب الرئيسي لإطلاق البرنامج و هو الخطر الذي يهدد الأفغان العاملين مع الحكومة الأمريكية، مشيرة إلى أن هذا الرفض أغضب أعضاء الكونجرس. و أنهت الصحيفة الأمريكية مقالها بتساؤل لأحد المترجمين: " ما هو الخطر الجسيم بالنسبة إلي الحكومة الأمريكية؟ و هل يحتاجون رؤية أحدنا مقتولا؟، فلقد تركت طالبان خطابا على باب منزلي يهددني بقتل عائلتي حال عودتي إلى منزلي مرة أخرى، هل هذا ما زال غير كافيا ليكون خطرا بالنسبة إليهم؟".