* منظمات حقوقية: المدنيون يختبئون في كهوف ويأكلون التوت وأوراق الشجر لعدم توافر الغذاء الخرطوم- وكالات: اتهم متمردون من ولاية جنوب كردفان الخرطوم اليوم الخميس باستخدام الغذاء كسلاح ضد قبائل النوبة وانتهاك وقف إطلاق النار الذي أعلنته وهو ما نفته الحكومة السودانية. واندلع القتال بين متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان- قطاع الشمال والقوات الحكومية في يونيو. وينظر للمنطقة على أنها واحدة من بين عدة مناطق مضطربة بامتداد الحدود مع دولة جنوب السودان الجديدة التي انفصلت عن باقي البلاد في يوليو بعد استفتاء اختار فيه سكان الجنوب الانفصال. ويريد المتمردون في جنوب كردفان تطبيق حظر الطيران فوق جبال النوبة لمنع ما وصفته جماعات لحقوق الإنسان بأنه قصف عشوائي للمدنيين أسفر عن مقتل 26 على الأقل وإصابة 46 على الأقل وسبب نزوح نحو 150 ألفا من ديارهم. وقال عبد العزيز الحلو نائب رئيس الجيش الشعبي لتحرير السودان- قطاع الشمال إن “استخدام الغذاء كسلاح هو أكثر الأسلحة فاعلية التي استخدموها ضد أبناء دارفور.” وأضاف “الآن هم يقصفون المدنيين (في النوبة) في مزارعهم ويمنعونهم من رعاية محاصيلهم لذلك فإن الناس ستعاني من الجوع في موسم الجفاف التالي وستضطر للجوء إلى البلدات ثم عزل الجيش الشعبي لتحرير السودان- قطاع الشمال.” وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن الكثير من الأسر لجأت للاحتماء تحت الصخور وفي الكهوف وتأكل التوت وأوراق الشجر. ونفى الجيش السوداني هذه الاتهامات وقال إن المتمردين أغلقوا الطرق ومنعوا وصول المساعدات إلى الناس. وقال متحدث باسم الجيش ان الحكومة تعمل مع الجماعات المحلية والدولية في كادقلي عاصمة جنوب كردفان لتوصيل المساعدات. وقال العقيد الصوارني خالد سعد “الجيش لم يقم أبدا بقصف جوي للمدنيين ولم ينتهك حقوق الإنسان ولا يمكن أبدا أن يستخدم الغذاء كسلاح.” ووثق تقرير من مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أغسطس انتهاكات نسبها للجيش السوداني في كادوقلي وجبال النوبة المحيطة بها بما في ذلك القتل خارج نطاق القضاء والاحتجاز غير المشروع والاختفاء القسري وهجمات على المدنيين ونهب المنازل والتشريد الجماعي. وقال التقرير إنه: “إذا ثبت صحة التقارير الواردة فمن الممكن أن تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب.” ونفت الحكومة السودانية هذا التقرير وقالت إنه لا سند له ومغرض وقالت في الأسبوع الماضي إنها ستشكل لجنتها الخاصة لتقييم وضع حقوق الإنسان هناك. وأرسل السودان خطابا إلى مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء متهما جنوب السودان بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال وهو ما نفاه الجنوب.