بعد أعقاب ثورة 30 يونيو شهدت مصر بحار دماء أثبتت كل الدلائل أن جماعة الإخوان المسلمين وراءها جميعها، فيما توقع خبراء نفسيون واجتماعيون استمرار مسلسل العنف والإرهاب اليوم 4 نوفمبر الذي يمثل يومًا مختلفًا في تاريخ مصر، ألا وهو محاكمة الرئيس المعزول في أحداث الاتحادية وقتل المتظاهرون. وأكد الخبراء أن محاكمة مرسي تعتبر ضرية قاضية وقاسية على الإخوان وأنصار المعزول، مشيرين إلى أن إذاعة المحاكمة يزيد من اضطراب الإخوان؛ مما يدفعهم إلى مزيد من العنف. ويرى الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أنه من الأفضل أن تكون محاكمة الرئيس مرسي سرية؛ تحسبًا لحدوث بلبلة وعنف بالشارع المصري. وأكد أن "إذاعة المحاكمة ستنعكس بالسلب على ردود الأفعال على الإخوان"، مشيرًا إلى أن إعلان ما تم في المحاكمة من خلال الصحف أو شاشات التليفزيون سيحمل مخاطر كثيرة ويزيد من حدة استخدامهم الانتقام والعنف. ووصف كل ما يفعله الإخوان بأنه طائش نتيجة فشلهم في تحقيق مخططهم في السيطرة على الحكم، وكان لديهم نوع من الانتشار غير المبرر للسيطرة على كل مفاصل الدولة، مشيرًا إلى أنهم لا يوجد لديهم ثقافة الاعتراف بالخطأ والاعتراف بعدم القدرة على إدارة شئون البلاد. وعن توقيت محاكمة مرسي أكد أنه مناسب؛ حتى يشعر المواطن المصري بأن كل من يخطئ يحاسب وأنه لا يوجد تواطؤ في العدالة، وتأخذ مجراها على أي إنسان دون أي تفريق أو تمييز، خاصة مع المواطنين الذين ظلموا في عهد المعزول والإخوان، مشيرًا إلى أن المحاكمة ستشفي صدور أهالي الضحايا والشهداء والمصابين، وتساعدهم بالارتياح النفسي إلى حد ما، وتخفف من وطأة الإحساس بالألم والمرارة على فقدان الشهداء وعلى المصابين. وأضاف أن المحاكمة تؤكد أن الدولة المصرية ما زالت قائمة ولم تخترق، وأنه ما زالت الدولة في قبضة القائمين على إدارة البلد. فيما أكد الدكتور حسنين كشك والجنائية أستاذ علم الاجتماع والخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية أن إذاعة محاكمة المعزول من عدمها لن يمنع من عنف الإخوان. وأشار إلى أنه من الاستحالة أن يستطيع الإخوان إتمام المحاكمة، مشيرًا إلى أن محاكمة المعزول لها تأثير نفسي قاسٍ على الإخوان، ويمثل صدمة كبيرة، والدليل على ذلك أن كل أحاديثهم قائمة على الإنكار، فيدعون بخروج عشرات الملايين لتأييد مرسي، وهذا ما يحدث، ويصبح هناك استمرار لهذه المسلسلات الكاذبة، مثل الحلم بعودة مرسي وهم يعلمون جيدًا بعدم رجوعه، فهناك اختلاط بين الحلم والواقع لديهم. أما على الجانب الآخر فأكد كشك أن إذاعة المحاكمة تؤثر بالإيجاب على معارضيه، خاصة أهالي الشهداء، فهو بالنسبة لهم يمثل رجلاً قاتلاً، وهو بالفعل فقد شرعيته منذ أحداث قصر الاتحادية والإعلان الدستوري. ويقترح الدكتور رشاد عبد اللطيف إذاعة جزء من المحاكمة وليس كلها؛ حتى لا يحدث تسريب لمعلومات خاصة تمس الأمن القومي لمصر، بمعنى الإعلان عن بدء المحاكمة وإثبات حضور المتهم، ثم بعد ذلك قطع الإذاعة حين الحديث عن تفاصيل المحاكمة. وتوقع دمًا كثيرًا عقب المحاكمة من أنصار الرئيس المعزول؛ في محاولة لعدم إتمام سيرها. وأشار الى أن المحاكمة ستؤثر بالإيجاب على أمهات الشهداء الذين استشهدوا في عهد الإخوان بما يطفئ من نيران قلوبهم بمحاكمة الجاني.