كانت البداية عام 1917 حين نسجت بريطانيا خيوط الحلم الصهيوني في الأرض العربية من النيل إلى الفرات, كخطوة أولى قبل تقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة يسهل نهب ثرواتها وضربها عسكريا, ليظل الجرح العربي نازفا حتى يومنا هذا. في هذا الإطار أكد عددا من السياسين ل"البديل" أن وعد بلفور نجح في إقامة دولة دينية على الأراضي الفلسطنية, برعاية بريطانية, ومساعدة عسكرية أمريكية فيما بعد. قال عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي, إن وعد بلفور نجح في تحقيق هدف الأساسي, بإقامة دولة صهيونية على الأراضي الفلسطنية العربية, وهذه الدولة تمثل خطراً على الشعوب العربية, لكونها دولة مسلحة من أمريكا بأحدث الأسلحة فأصبحت أقوى دولة في المنطقة. وأوضح أن هناك مخططا ترعاه أمريكا وإسرائيل لتكون الدولة العربية قائمة على الطائفية, بعد إقامة إسرائيل القائمة على أساس ديني, مؤكداً ان هذا هو الخطر الأكبر, مثلما حدث في العراق, والمحاولات في سوريا. وأكد أن الحل الوحيد لمواجهة هذا المخطط الذي بدأ بوعد "بلفور" هو تنمية الدول العربية لقدراتها الاقتصادية, وتكوين قوة عسكرية قادرة على ردع اسرائيل ومواجهتها. وأوضح "رائد سلامة" عضو مجلس أمناء التيار الشعبي، أن وعد بلفور الذي جاء في كلمات قليلة نص على مسألتين في منتهى الخطورة أولهما أن حكومة بريطانيا تنظر بعين العطف لموضوع إنشاء وطن لليهود بفلسطين، وثانيهما أنها ستبذل في سبيل ذلك أقصى الجهد، وهذا يؤكد الغرض الاستعماري للبريطانيين وأن يزرعون اليهود الذين لم يتعد تعدادهم في فلسطين في ذلك الوقت 5% من السكان. وأضاف أن الوعد جاء بغرض زرع كيان غير مرغوب فيه وغير مرحب به في قلب المنطقة لتحقيق أهدافهم من خلق النزاعات الإقليمية و الحروب حتى تزدهر مصانع السلاح لديهم، وحتى ينهبوا ثروات الشعوب العربية التي كانت قيد الاكتشاف في ذلك الوقت مع بروز أهمية البترول، وكانوا بذلك يجهزون الساحة السياسية لما طرحوه في 1947 من "مشروع الدولتين" حتى يظل الجرح الفلسطيني نازفا منذ وقتها. وتابع بأن الإرادة البريطانية تلاقت مع اليهود الذين كانوا يعملون على هذا المشروع مع العديد من القوى الإقليمية والعالمية، فكانت البداية في بلفور 1917 الذي كان تمهيدا للخطوة التالية في 1947 ثم للخطوة التي تلتها في 1967 حتى يحققوا حلمهم التاريخي في الأرض العربية من النيل للفرات حسب الخريطة الموضوعة في برلمانهم "الكنيسيت". وأكد أن المشكلة تكمن في رؤية العرب القاصرة لحسم الصراع، وهو أمر لن يحدث من خلال البيانات و التنديدات وحسب؛ بل بالوعي والعلم بخطورة ما يحدث من حولنا من ترتيات لتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة يسهل نهب ثرواتها وضربها بالقوة العسكرية إذا لزم الأمر، مشدداً على ضرورة الانتباه إلى التحالفات التي تقيمها أمريكا الراعية الحالية لإسرائيل مع قوى الإسلام السياسي بعدما نجح عملاء الأمريكان الصغار كحسني مبارك خلال ثلاثين عاما في تدمير جهاز القيم للشعب المصري وتجريف اقتصاده وتدمير صحته وبنيته الهيكلية الاجتماعية واستقلاله الوطني. وأشار إلى أن الحفاظ على تماسك الدول الكبرى القادرة على المواجهة مع إسرائيل واستقلال قرارها الوطني وتعميق الديمقراطية بها بحيث تأتي دائما بنظم حكم ديمقراطية لا سلطوية ولا قمعية ثم العمل بينها بشكل تتوازن فيه "المصالح" مع العمق "التاريخي" هو أساس التعامل الناجح مع الأزمة الفلسطينية فلن يحترمك ولن يخشاك أعداؤك، لو كنت لا تحترم شعبك و تعمل على تحقيق مصالحه. واستطرد قائلا: أتصور أن زعماء إسرائيل الآن في منتهى السعادة وهم يشاهدون الاقتتال الداخلي بين أبناء الدولة الواحدة، فهناك من يدمر نيابة عنهم وبأقل التكاليف بإضعاف بلاده وتخريبها وهم قد حزنوا كثيرا لخسارتهم مبارك وحزنوا أكثر لخسارتهم لمرسي الذي وصف رئيسهم "بالصديق العزيز". وقال كريم عبد الراضي عضو مجلس حكماء حزب الدستور، إن وعد "بلفور" كان ذو طبيعة استعمارية أدى بنا إلى صراع أبدي لا ينتهي إلا بنهاية واحدة من الدولتين, إحداهما صاحبة حق أصيل في الأرض وهي فلسطين, والثانية مستعمر يعبر عن مصالح النظام العالمي ويحظى بحمايته وهي إسرائيل. وأكد أن الحل والمخرج للأزمة الحالية وإنهاء الصراع هو حل الدولة الواحدة, الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي تكفل حق العودة للفلسطينين, وطالما ظلت الدولتين, لن ينتهي الصراع أبداً.