أثار الاعتداء على عدد من صحفيي الإسكندرية، وكذلك الاعتذار الذي قدمته قناة "CBC" الفضائية عن عدم إذاعة حلقة الإعلامي الدكتور باسم يوسف لعدم التزامه بالسياسة التحريرية للقناة استياء عدد كبير من متابعيه على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "تويتر" وبين القوى السياسية. وقام بعض النشطاء السياسيين بإنشاء صفحات على موقع التواصل الاجتماعي ال "فيس بوك" تدعو لمقاطعة قناة "CBC"؛ لعدم تقبلها النقد الموجه ضد النظام الحالي والسير على نهج تكميم الأفواه وعدم تقبل الرأي الآخر. وقال محمود الخطيب، أحد مؤسسي الصفحات الداعية للمقاطعة، ل "البديل" إن عدم عرض حلقة باسم يوسف ينبئ عن العودة لسياسة تكميم الأفواه من الإعلام الذي وصفه ب "الفاسد" وكأن الثورة لم تقم، مستنكراً التأييد الإعلامي لمهاجمي الإخوان المسلمين بدعوى حرية الانتقاد ونعتهم بالشرفاء، ثم التظاهر ومنع برنامج "البرنامج" من العرض عند انتقاده للسياسة الراهنة؛ مما يدل على رفض حرية الرأي والانتقاد كشرط للظهور على القناة. ومن جانبه استنكر أحمد طارق، أحد الداعين للمقاطعة، منع عرض "البرنامج" بعد ثورة 25 يناير وامتدادها في 30 يونيو، واختلاق الأكاذيب لتبرير منعه من العرض، واعتقاد أن مثل ذلك الموقف من شأنه أن يمنع الحق من الظهور والثورة من استمرارها، متوقعاً قلة أعداد مشاهديها وكذلك عزوف المعلنين عنها، وبالتالي تكبد العديد من الخسائر. وفي ذات السياق دعت الجبهة الديمقراطية لحركة شباب 6 إبريل إلى مظاهرة إلكترونية غداً لدعم الحريات والاعتراض على موقف قناة CBC مع الإعلامي باسم يوسف من وقف عرض البرنامج . وتحت شعار "لا لتكميم الأفواه" أعلنت حركة شباب اليسار عن رفضها القاطع لعودة الدولة البوليسية ،التي وصفتها بالقمعية ،والعودة لما قبل ثورة 25 يناير ،من غلق للقنوات وإلغاء البرامج وحذف المقالات المعارضة للسلطة. ووصف يوسف الفتياني ،المتحدث الإعلامي لحركة شباب 6 إبريل، ما حدث أمس الجمعة بأنه يوم انتكاسة للحريات تشهده مصر حاليًّا ،وعصف بحرية الرأي في دولة من المفترض أنها قامت بثورتين –على حد قوله- كانت الحرية من أهم مطالبهما، فضلاً عن إدانته للاعتداء على اثنين من صحفيي الإسكندرية، وهما أحمد ماجد مراسل جريدة الوطن، ورانيا حلمي المحررة بموقع أخبار الساعة. واعتبر الفتياني أن ما يحدث الآن هو ردة عن الحرية التي انتزعها الشعب في ثورة 25 يناير، مؤكدًا عدم السماح بعودة دولة تكميم الأفواه التي قادها الرئيس الأسبق مبارك مرة أخرى واقتياد الصحافة وترويض الإعلاميين. وطالب أحمد شحتوت، مسئول التواصل الإعلامي بحزب مصر القوية، السلطة الحالية بتوفير كافة وسائل الحماية للصحفيين الميدانيين أثناء تغطيتهم للأحداث، أيًّا كانت انتماءاتهم؛ وذلك تقديراً لدورهم في نقل الحقائق إلى القراء، كأحد أهم أولوياتها، مندداً بشدة بما وقع لهم. وعاب على السلطة الحالية تكميم فم كل من ينتقدها، مؤكداً عدم وجود مبرر يمنع عرض برنامج باسم يوسف؛ لأن حرية الرأي والتعبير يكفلها القانون، بالإضافة إلى كونها أحد مكتسبات الثورة، مشددًا على أن ما يحدث الآن ما هو إلا حظر إعلامي على كل من يقفون على الحياد. وأدان حسين جمعة، منسق حركة شباب اليسار بالإسكندرية، قرار القناة بمنع البرنامج، فضلاً عن المحاكمات العسكرية للمدنيين، والاعتداء الذي وقع على عدد من الصحفيين، مطالباً بإطلاق الحريات للإعلام وإلغاء الرقابة عليها من قِبَل السلطة، وإقالة ذوي الأيادي المرتعشة –على حد وصفه- بوزارة الإعلام، فضلاً عن الاقتداء بدول الاتحاد الأوروبي في جعل الإعلام سلطة أولى تتكفل بمراقبة النظام دون قيود.