قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم، إن التوترات بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة حول دور واشنطن في منطقة الشرق الأوسط كانت في مرحلة اختمار لمدة شهور قبل الإعلان عنها في الأسبوع الماضي. وأضافت الصحيفة أن تقاعس الدور الأمريكي في سوريا وعدم إحراز تقدم في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ثم تعليق الولاياتالمتحدة مساعداتها للجيش المصري بعد عزل الرئيس المصري "محمد مرسي" في 3 يوليو الماضي، كانوا من أهم النقاط التي قادت إلى تدهور العلاقات الأمريكية السعودية، والآن يسعى الرئيس "باراك أوباما" إلى التقارب مع إيران، العدو اللدود للسعودية. وأشارت إلى أن الخلافات تتصاعد بين الحليفين منذ فترة طويلة حتى ظهرت في الوقت الحالي للرأي العام، فقد حذر رئيس الاستخبارات السعودية "بندر بن سلطان" في الأسبوع الماضي من أن التعاون مع الولاياتالمتحدة قد يتوقف حول قضايا معينة، موضحة أن ذلك جاء بعد أيام قليلة لرفض الرياض مقعد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بسبب فشل العالم في الاستجابة للأزمة السورية. وذكرت الصحيفة أن هذا الخلاف يعكس إحباط العالم العربي من سياسة الولاياتالمتحدة تجاه سوريا ومصر وفلسطين، فضلا عن التشكيك الشديد حول احتمال تحسن العلاقات بين أمريكاوإيران. ولكن في نهاية المطاف، فإن المصالحة بين أمريكاوإيران ستتطلب تسوية بشأن العرب وليس إسرائيل، فالقوى العربية تخشى المفاوضات بين البلدين، والتي من المرجح أن تترك إسرائيل القوة النووية الوحيدة في المنطقة، في الوقت الذي تواصل فيه انتهاك حقوق الفلسطينيين بلا هوادة. ورأت الصحيفة أن تحسن العلاقات بين إيرانوأمريكا يقدم العديد من الفوائد، من بينها رفع العقوبات الغربية عن طهران مما سيعمل على تزايد نفوذها الإقليمي ابتداء من سوريا والبحرين منطقة الخليج، كما يمكن للولايات المتحدة استخدام طهران لتحقيق الاستقرار في سوريا، فعاجلا وليس آجلا هناك انفراجة دبلوماسية كبيرة ستقفز من فوق البركان، ولكنها من المرجح أن تعمق الانقسامات الطائفية بين إيرانوالرياض، وهو الأمر الذي يمهد لصراع طائفي في المنطقة بأسرها. وتابعت الصحيفة أن الحكومة السعودية إحدى الأنظمة الدينية المستبدة في المنطقة، وحال التوصل لاتفاق إيراني أمريكي، فإن الجماعات التي تدعمها الرياض كتنظيم القاعدة ستعمل على زيادة الاستقطاب في المنطقة من خلال إشعال نيران الحقد الطائفي، كما يحدث في سوريا والعراق ولبنان. وأضافت "نيويورك تايمز" أن الجذور اللاهوتية للانقسام الطائفي في المنطقة يعود إلى أكثر من 13 قرنا، ولكن العنف الذي نشهده اليوم له دوافع سياسية شهدت تفاقما بسبب التدخل الأجنبي.