بعد ثلاثة أسابيع من الغياب تعود اليوم عجلة البطولة الكروية الأقوى على وجه الأرض دوري أبطال أوروبا للدوران مرة أخرى بإجراء 8 مباريات نارية في المجموعات من الخامسة وحتى الثامنة، في الجولة الثالثة والأخيرة بمرحلة الذهاب. وتعد جولة اليوم استثنائية لما تحتويه من مباريات نارية وقمم حقيقية قد تحدد بشكل كبير الأسماء التي ستكمل المشوار بهذه المجموعات، ومصير بعض الفرق الكبرى في البطولة وعلى رأسها ميلان وتشيلسي وأرسنال ودورتموند ونابولي. وتبرز اليوم قمة ميلان ضد برشلونة وشالكة أمام تشيلسي وأرسنال ضد دورتموند وبدرجة أقل مارسيليا نابولي كأهم لقاءات اليوم لما تجمعه من فرق عتيدة وطامحة للوصول بعيدا للغاية في المسابقة. جميع مباريات اليوم ستنطلق في التاسعة إلا ربع مساء بتوقيت القاهرة: المجموعة الخامسة (تشيلسي – شالكه – بازل – ستيوا بوخارست) توقع الجميع أن تكون تلك المجموعة سهلة على البلوز المتمرس في لعب الأدوار الأولى بالبطولات القارية، وسينحصر الصراع على البطاقة الثانية بين شالكه (الأوفر حظا) وبازل فيما سيكون ستيوا بوخارست هو الحلقة الأضعف بتلك المجموعة. ولكن مباريات الجولة الأولى قلبت ظروف المجموعة رأسا على عقب وذلك بعد أن فاز بازل على أرض تشيلسي، الذي بات مهددا لكارثة جديدة هذا الموسم بعد وداعه لنفس الدور في الموسم الماضي، وكان أكبر المستغلين لهذا الارتباك في النتائج هو شالكه الذي فاز بأول لقاءين ويدخل لقاءي تشيلسي الناريين بوضع أفضل وفرص أعلى. تشيلسي سيحل ضيفا اليوم على جيلسينكيرشين لمواجهة شالكه ولا يمتلك خيارات كثيرة لإدراك مورينيو ولاعبيه أن أي نتيجة غير الفوز قد تزيد الأمور تعقيدا، لاسيما وأن بازل مرشح بقوة لنيل النقاط الست من مواجهتي ستيوا بوخارست في الجولتين الحالية والتالية. ويسعى البلوز لاستغلال التصاعد في مستوى الأداء بالأسابيع الأخيرة والتي كان آخرها فوزه العريض على كارديف في البريمييرليج وعودة عدد من نجومه لمستواهم مثل شورله وهازارد وتوريس، وعودة المهاجمين لهز الشباك بعدما سجل إيتو أول أهدافه بالقميص الأزرق. ومن جانبه فإن شالكه يدرك أن عدم الهزيمة اليوم أمام ضيفه الإنجليزي سيقوي موقفه بقوة في العبور. أما بازل فبعد هزيمته على أرضه في الجولة الماضية أمام شالكه يأمل في تحقيق نتيجة جيدة اليوم في العاصمة الرومانية، لأن مبارتي سيتوا قد تكونا الفرصة الأخيرة له لحصد نقاط لصعوبة الأمر بعد ذلك في استضافته لتشيلسي وختامه لمشواره على أرض شالكه وهي المباراة التي يتوقع لها الجميع أنها ستكون حاسمة في تلك المجموعة. المجموعة السادسة (أرسنال – دورتموند – نابولي – مارسيليا) لا يمكن للقرعة أن تكون أكثر ظلما من أن تضع أرسنال ودورتموند ونابولي وهي أحد أفضل الفرق التي تقدم كرة قدم ممتعة في أوروبا في مجموعة واحدة بدوري الأبطال وحرمان الجماهير من مشاهدة أحد هذه الفرسان الثلاثة في الدور التالي. وحتى تلك اللحظة فلم تشهد هذه المجموعة أية مفاجآت خلال جولتين فنابولي فاز على دورتموند في سان باولو وخسر من أرسنال في الإمارات، وأرسنال فاز على نابولي وقبله على مارسيليا، ودورتموند خسر من نابولي وفاز في سيجنال إيدونا بارك على مارسيليا. هذه النتائج تعني أن الجولة الحالية ستكون علامة فارقة في شكل هذه المجموعة خاصة أن نفس مباريات اليوم ستلعب في الجولة التالية أيضا وفقا لنظام البطولة، ما يعني أن أرسنال الذي سيستضيف دورتموند اليوم سيحل ضيفا عليه فيما بعد، وهو الحال ذاته لنابولي الذي سيلعب في الفيلودروم اليوم ثم يستقبل مارسيليا بعد ذلك. دورتموند لا يريد خسارة جديدة بعد خسارته في نابولي ويعول على أسلوب أداؤه الذي لم يسبق وأن التقى أرسنال بمثله هذا الموسم المعتمد على السرعة الفائقة والتفاهم الرهيب بين اللاعبين، والصلابة الدفاعية الشديدة، أما أرسنال فيسعى بدوره لاستغلال ذروة المستوى المتواجد بها لاعبيه لحسم مسألة التأهل في لقاء اليوم وعدم إدخال نفسه في لعبة الحسابات مع الألمان والطليان على بطاقة عبور ستكون ذهبية بالتأكيد لصاحبها. أما نابولي فمع كامل احترامه لمارسيليا العريق إلا أنه يعلم أن عدم تحقيق الفوز على مارسيليا ذهابا وعودة يبعده تماما عن الحسابات بعد أن أظهرت أول جولتين أن موقف باقي الفرق في تحقيق نتائج إيجابية خارج أرضها أمرا في غاية الصعوبة. المجموعة السابعة (أتليتيكو مدريد – بورتو – أوستريا فيينا – زينيت سان بطرسبرج) يسعى في هذه المجموعة العملاق الإسباني أتليتيكو مدريد إلى حسم تأهله عندما يحل ضيفا اليوم على العاصمة النمساوية لمواجهة أوستريا فيينا وفي جعبته 6 نقاط من مبارتين، ويدرك أن فوزه اليوم وتكراره الجولة المقبلة في مدريد سيضمن له مقعدا بسهولة في الدور التالي. أما بورتو الذي تلقى صفعة قوية بخسارته على أرضه الجولة الماضية أمام أتليتيكو فلا بديل لديه اليوم عن الفوز على ضيفه الروسي زينيت الذي لم ينجح بدوره في الفوز على ضيفه النمساوي وأهدته الظروف فرصة اليوم لتحقيق نتيجة إيجابية أمام بورتو للحفاظ على حظوظه في التأهل، ما يزيد من إثارة تلك المباراة بشكل كبير. المجموعة الثامنة (برشلونة – ميلان – سيلتيك – أياكس) أسماء الفرق المتواجدة بتلك المجموعة تختلف كثيرا عن الواقع المقدم داخل الميدان بها، فبرشلونة يبدو بعيدا بسنوات ضوئية في المستوى عن منافسيه الثلاثة في المجموعة ويبدو التأهل محسوما للفريق الكتالوني الذي حقق انتصارين حتى الآن أحدهما في كامب نو والآخر في أسكتلندا أمام سيلتيك، وهو مرشح فوق العادة اليوم للعودة من إيطاليا بانتصار على العملاق الإيطالي ميلان. فبرشلونة يسير بخطى ثابتة برغم الإصابات والاهتزاز النسبي في المستوى، ونجح تاتا برغم حداثة عهده بالكرة الأوروبية في الحفاظ على كيان الفريق والنتائج الجيدة، عكس ميلان الذي يمر بواحدة من أسوأ وأصعب المراحل في تاريخه، ولولا ضربة جزاء ظالمة في الوقت بدل الضائع من لقائه الماضي أمام أياكس لما عاد من هولندا بالتعادل الذي رفع رصيده إلى 4 نقاط. وتأمل جماهير ميلان في هذا اللقاء في أن يحافظ فريقهم على عادته بأن يعود عملاقا أمام العمالقة وأن يحقق نتيجة إيجابية ستكون كفيلة باكتساب الفريق لثقة هائلة تعيده إلى الطريق الصحيح محليا وأوروبيا. أما أياكس ومضيفه اليوم سيلتيك فلهما حسابات مختلفة تماما في لقاء اليوم بجلاسكو والعودة بأمستردام، حيث يأملون في تحقيق برشلونة للفوز على ميلان ذهابا وإيابا والانتصار في لقاءيهما لتفجير المفاجآة، وما لم يحدث ذلك فإن مواجهتيهما المباشرتين لهما أهمية كبيرة في تحديد أي منهما سيكمل المشوار القاري بالدوري الأوروبي. وإليكم الجدول الكامل للمباريات شالكه – تشيلسي ستيوا بوخارست – بازل أرسنال – دورتموند مارسيليا – نابولي أوستريا فيينا – أتليتيكو مدريد بورتو – زينيت سان بطرسبرج ميلان – برشلونة سيلتيك – أياكس أمستردام