بعد حياة طويلة، حافلة بالعطاء والتميز والكفاح العنيد والمواقف السياسية والثورية الجذرية الصلبة والمشرفة ، ترجل عن صهوة الحياة المناضل الثوري "مصطفى خليفة " الملقب ب ابو الثوار فى السويس ، الذي احب بلاده الى درجة العشق والجنون ، اثر معاناة مع المرض القاتل دام حوالي ثلاثة اشهر. البداية ولد مصطفى خليفة فى "23 – 3 – 1963 " ، ليخرج من تحت انقاض وبقايا القصف من دول التحالف على مدن القناه ، وقضى طفولته تحت قصف الطائرات الصهيونية مثل باقى اهالى السويس فى ذلك الوقت ، وعاصر العديد من الاحداث التى شهدتها محافظة السويس من مقاومة وبطولات ،وعقب انهاء دراسته عين "خليفة" موظف ادارى بمدرية الشئون الصحية بالسويس . الحياه السياسية بدء خليفة حياته السياسية عام 2000 عندما بدء يثور على المحسوبية والواسطة فى مدرية الشئون الصحية وما لحقها من مستشفيات ومراكز تابعه للصحة ، حتى ذاع صيته بين العاملين هناك وهو ما تسبب فى حرمانه من العديد الترقيات والمكافئات واستدعاءه بشكل دائم لدى مباحث امن الدوله فى ذلك الوقت. وفى اواخر 2004 بدأت الدعوات لتأسيس حزب جديد ضد الحزب الوطنى تحت اسم "حزب الغد" وانضم خليفة للحزب كعضو مؤسس مع عدد من ابناء السويس ليصبح اول حزب سياسى ينضم الية ،وفى عام 2005 جاءت الدعوة للانتخابات الرئاسية وهنا ظهر خليفة فى شوارع السويس بقوة وهو يحمل "ميكروفوننا " كتب اسمة علية ،واخذ يهتف ضد "نظام الرئيس الاسبق حسنى مبارك" وظل يناضل مع اعضاء الحزب حتى انتهت الانتخابات بفوز مبارك وحبس ايمن نور بعدها بتهمه التزوير ، لينفض اعضاء الحزب باستثناء 7 اعضاء فقط من ضمنهم "خليفة". واخذ خليفة يجول شوارع السويس بميكروفونة ليهتف ضد مبارك ،ولم يقتصر دوره على المشاركة فى الفعاليات بالسويس فقط بل شارك "خليفة" فى كافة الفعاليات بالقاهرة وباقى المحافظات وبحوزته "ميكروفونة" حتى قامت الثورة فى تونس. ثورة مع قيام الثورة فى تونس بدأت الدعوات الى ثورة فى مصر لتبدأ السويس شرارة الثورة المصرية فى تظاهرات حاشدة يقودها "مصطفى خليفة" ،ومن وراءه الالاف من اهالى السويس ،وتوالت التظاهرات والاحتجاجات بشكل مستمر منذ هذا الوقت ،ولم يخلف "خليفة"اى مشاركة فى اى من هذه الفعاليات وبدء فى احتضان الشباب بتوفير لهم اماكن للاجتماعات ومشاركتهم فى كافة الفعاليات ،" ومنذ هذا الوقت اطلق علية الشباب من الثوار لقب "ابو الثوار " وأصبح لفظ "عم مصطفى" يتردد بين كافة اوساط الشباب فى كل الاجتماعات. بينما اطلقت علية القوى الثورية والحزبية لقب "صوت الثورة" كونة لم يخلف اى فعالية ،ودائما صوته يخرج من ميكروفونه ليردد من خلفه اهالى السويس هتافاته ضد نظام مبارك ،ومن بعدة المجلس العسكرى ثم نظام الاخوان حتى سقطت كل هذه الانظمة. الرمز كان "ابو الثوار" وسيظل رمزاً ومثالاُ للثوري والمتمرد على طغيان واستبداد وقهر وظلم الانظمة الفاشية والفاسدة ولصوص ثروة الشعب ومصاصي الدماء وخدام الوحش الاستعماري الامريكي . وقد افنى عمره وحياته في الهتاف والدفاع عن الطبقات الشعبية المظلومة والمسحوقة والكادحة ، التي ترزح تحت وطأة ونير العبودية والفقر والظلم والاستغلال، ونشر الحب والإخاء بين السوايسة بمختلف طبقاتهم وانتماءاتهم وزرع الروح الثورية المقاتلة بين صفوف الشباب. الوداع وداعاً ايها المناضل الفذ والثوري الكبير المناصر للفقراء والمستضعفين،يا من حملت شعلة وراية الثورة الطبقية ، وآمنت بالعدالة الاجتماعية والمساواة . وستخلد في ذاكرة السوايسة والثوار كأحد ابرز واهم الشخصيات السياسية الثورية المناضلة والمناهضة للجور والاضطهاد ، التي وقفت بصلابة في وجه الغطرسة فى كل الانظمة السابقة. و انتهى الوداع بثورة من الحب والوفاء على مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" والمواقع المحلية لعرض كلمات وداع فى حب "ابو الثوار السويسى"