هل المصريون عنصريون؟ سؤال صعب اختارت فرقة المسحراتي ومركز "دوم" الثقافي أن يكون مفتتح سلسلة من الأسئلة والقضايا التي تشغلنا، يناقشها الفريق في إطار فني، ويقدمها في شكل أمسية فنية وندوة مع الجمهور بعنوان "عصير دوم"، تجمع بين استخدام فنون الأداء: الحكي والغناء والتمثيل وحتى النكت والفوازير، ويفتح من خلالها حوارًا مع الجمهور في قضايا حساسة وهامة. قدموا أول عروضهم بمركز دوم بالعجوزة، واختاروا له قضية العنصرية، ناقشوا خلاله عناصر مختلفة للقضية من جذور العنصرية في مجتمعنا ومفهوم الجمهور عن العنصرية وموقفه منها، من خلال تساؤلات للجمهور منها مثلاً: هل يرى أن العنصرية غريزة؟ وهل مر بتجارب اختبر فيها هذا المفهوم سواء تعرض له أو مارسه؟ وهل يعتبر العنصرية جزءًا من ميراث استعماري أو ميراث قبلي عربي؟ وقدم نماذج لمواقف عنصرية من أمريكا ومن مصر وغيرهما، كما أشار إلى نماذج من النكت التي يطلقها الأمريكان ضد الزنوج والعرب وأخرى من الغرب ضد اليهود والغرب وكذلك من اليهود ضد العرب، مضفرة مع قراءات من ألف ليلة وليلة وغيرها وأغنيات منها "أنا المصري كريم العنصرين"، "دخلت الجنينة"، "آه يا لا لالي"، "دنجي دنجي"، و"نعناع الجنينة". وفي تجربة مدهشة يشارك الجمهور كجزء من العمل الفني والحوار الفكري، يدخل الجمهور إلى العرض ويقدم له على الباب صفارة يطلب منه أن يصفر بها إذا كان هناك ما يعترض عليه في الطرح المقدم في العرض وأراد إبداء رأيه، كما يأخذ من يريد المشاركة من الجمهور أرقامًا بأسئلة مرقمة كجزء من سيناريو العرض الذي تقدمه الفرقة ويشاركون بإجابتها في تشكيل العرض، كما تتاح حالة الحوار بين الجمهور وفريق العرض في أي مرحلة خلاله. فريق المسحراتي المسرحي بقيادة المخرجة عبير علي قدم مسبقًا العديد من العروض التي تضفر بين الحكي والتمثيل والأغاني حول موضوعات عديدة، وقالت المخرجة عبير علي ل "البديل" إن مؤسس مركز دوم الكاتب خالد الخميسي طرح عليها فكرة الأمسية الندوة؛ لأنه أراد العمل على مفاهيم تربية الحس النقدي ومفهوم التعددية وهما أساسان مشروعان في مركز دوم. وأشارت إلى أن فكرة عصير دوم تعتمد على الاشتغال على موضوع محدد من خلال قراءات أدبية وأشعار وأغانٍ وشهادات، وأضافت أن العرض يتناول قضايا حساسة، ويطمح للجمع بين المباشرة والإمتاع؛ لأن أي شكل غير مباشر في تناول قضايا حساسة قد يتسبب في مشاكل سوء الفهم، وبالتالي كان التحدي والتخوف من كيفية تقديم عرض صريح جدًّا من خلال أدوات فنية وبمشاركة الجمهور دون أن يشعر بالملل أو فقدان الاهتمام بقضية العرض، ولفتت مخرجة العرض إلى أنهم لا يبحثون عن إجابات بقدر اهتمامهم بطرح أسئلة وتركها مفتوحة، قائلة "فلسنا أصحاب الحقيقة". ويعتمد العرض على جهود عدد من الباحثين المتطوعين ومشاركة كل فريق العمل في ورشة جمع الأغاني والحكايات المرتبطة بقضية العرض. شارك في مرحلة البحث وجمع مادة العرض خالد الخميسي، عبير علي، محمد عبد المعز، خالد أحمد، سهام عبد السلام، محمد علي، وهبة الشريف، وشارك في العرض بالغناء والتمثيل صبا بدوي، محمد علي حزين، إنجي جلال، وبالتمثيل دعاء شوقي، ومحمد عبد المعز، وصاحب الفرقة العازفون مينا جمال على العود، وأحمد سمير على الإيقاع. وعن العروض التالية في المشروع قالت عبير علي "قدمنا العرض مرتين، ونأمل أن نقدمه قريبًا في عدة مواقع في المحافظات، ونستعد حاليًّا من خلال مجموعات عمل متطوعة أخرى على الإعداد لعروض عن قضايا منها الأعياد الطائفية، كما نفتح المجال في ميعاد دوري أسبوعي كل اثنين للقاء من يشاء المشاركة في العرض بأي شكل من خلال ورشة عصير دوم، ونقدم عرضين كل شهر بمركز دوم".